حملت شخصيات لبنانية رسمية حزب الله مسؤولية التفجير الذي شهدته ضاحية بيروت الجنوبية أمس، مشيرة إلى أن تدخله في الأزمة السورية وقتاله إلى جانب نظام الرئيس بشار الأسد هو السبب في ما تشهده لبنان حالياً من احتقان سياسي وانفلات أمني. ووجد الحادث إدانة واسعة من كافة الأطياف السياسية، حيث قال رئيس الوزراء السابق سعد الحريري "هذا الانفجار الإرهابي مدان بكل المعايير السياسية والأخلاقية والإنسانية، ويجب أن يشكل دافعاً جديداً لإبعاد لبنان عن الحرائق المحيطة، وتجنيب اللبنانيين بكل فئاتهم ومناطقهم مخاطر التورط العسكري في المأساة السورية". وأكد ثقته بأجهزة الدولة الأمنية والقضائية لكشف المجرمين وسوقهم إلى العدالة، وجدد على "استنكار هذا العمل الإرهابي الجبان"، مهيبا بالقيادات والجهات المسؤولة "الاحتكام إلى العقل وإلى مصلحة لبنان وسلامة اللبنانيين في مواجهة هذه اللحظات العصيبة". بدوره، كشف المدير العام السابق لقوى الأمن الداخلي اللبناني اللواء أشرف ريفي في تصريحات إلى "الوطن" أمس أنه سبق أن حذر من تبعات التدخل في الأزمة السورية، وهو ما يعتبر ضوءا أخضر لاشتعال ما وصفه ب"جبهة النار" في الأراضي اللبنانية، في كناية عن الأزمة السورية. وقال ريفي "ما يحدث الآن سبق أن حذرت منه قبل فترة ليست بقريبة. وبحضرة الرئيس اللبناني ميشال سليمان ذات مرة، حذرت مما قد يتبع دخول حزب الله في الحرب السورية، لا يمكننا فتح باب الجهاد، وفي نفس الوقت لا نتوقع فتح باب جهاد مضاد. بكل أسف هذا ما حدث". وحذر ريفي مما أسماه "عرقنة" لبنان، في سياق بيان استنكر فيه ما تعرضت له الضاحية أمس. وأضاف "أصبحت الحاجة ماسة لعودة جميع الأطراف إلى أنفسهم، لإنقاذ لبنان من خطر داهم بات يهدده، فقد بات واضحاً أن لبنان يدخل في نموذج "العرقنة"، وهذا يستدعي أولاً عودة الدولة إلى لعب دورها المغيب كاملاً، كما يتطلب تحييد لبنان عن أي صراع قد يهدد أمنه وسلامه". وتابع "جريمة التفجير الإرهابية المزدوجة أمام السفارة الإيرانية في بيروت، تأتي لتهز مجدداً الأمن الوطني في الصميم، وتؤكد أن أرواح اللبنانيين أصبحت مهددة، وأمنهم بات مكشوفاً، وسلامهم يقترب من أن يصبح سراباً، على وقع المشاهد المؤلمة للشهداء والجرحى وما خلفته التفجيرات المجرمة والمرفوضة من أضرار فادحة".