قالت مصادر أمنية إن أربعة أشخاص قتلوا وأصيب أربعون في تفجير انتحاري أمس الثلاثاء بمنطقة سكنية في الضاحية الجنوبية في العاصمة اللبنانيةبيروت وهي معقل لحزب الله. وقالت مراسلة لرويترز انها شاهدت أشلاء جثة يبدو انها للمهاجم الانتحاري في موقع الانفجار بينما كان عمال الطوارئ ينقلون الجرحى من المنطقة التي شهدت تفجيرا مماثلا في وقت سابق من الشهر الجاري. وأوضحت لقطات بثها تلفزيون المنار التابع لحزب الله النيران تتصاعد من مبنى وسحابة دخان تخيم على الشارع قرب حطام سيارات محترقة وحشود تقف في مكان الانفجار. ووقع الانفجار في شارع مزدحم مليء بالمحال والمطاعم الصغيرة في منطقة حارة حريك بالضاحية الجنوبية وغالبية سكانها من الشيعة. إلى ذلك أعلنت «جبهة النصرة في لبنان» أمس الثلاثاء، مسؤوليتها عن التفجير الذي استهدف المنطقة وقالت إنها عملية «استشهادية» رداً على صواريخ استهدفت بلدة عرسال شمال شرق لبنان. وقالت الجبهة في بيان نشرته على حسابها على موقع التواصل الاجتماعي (تويتر)، إنه «تم بفضل الله تعالى الرد على مجازر حزب إيران بحق أطفال سورية وأطفال عرسال بعملية استشهاديّة أصابت عقر داره في الضاحية الجنوبية». وأدّى التفجير الذي استهدف أمس منطقة حارة حريك في الضاحية الجنوبية لبيروت، ويرجّح أن يكون انتحارياً. يذكر أن صواريخ سقطت على بلدة عرسال ذات الأغلبية السنية، يوم الجمعة الماضي، وأدّت إلى سقوط 9 قتلى بينهم 5 أطفال. إلى ذلك وصف الرئيس المكلف بتشكيل حكومة لبنانية جديدة، تمام سلام، الانفجار ب»العمل الإرهابي البغيض». وقال سلام في تصريح له الانفجار بأنه «عمل إرهابي بغيض»، داعيا إلى «الرد عليه بتمتين الجبهة الداخلية». وأضاف: «مرة أخرى تمتد يد الارهاب لتضرب المدنيين في منطقة لبنانية عزيزة في حلقة جديدة من حلقات مسلسل الفتنة الذي يهدف إلى المساس بأمن اللبنانيين وبوحدتهم الوطنية وسلمهم الأهلي». وأضاف أن «إصرار القتلة على تكرار فعلتهم في المكان ذاته الذي وقع فيه التفجير الإرهابي الأخير يجب أن يقابل بأعلى درجات الوعي والحكمة وبإصرار مقابل على تمتين الجبهة الداخلية وتحصينها سياسيا وأمنيا». ودعا سلام «القوى الأمنية إلى عدم توفير أي جهد لتعقب المخططين والمنفذين وضبطهم وسوقهم إلى العدالة». من جهته، قال رئيس الحكومة المستقيل نجيب ميقاتي في تصريح له أمس: «لنسارع جميعا إلى التلاقي على طاولة واحدة فنكون على مستوى الظرف العصيب والمخاطر الكبيرة التي نعاني منها». وأضاف: «لم تكد منطقة الضاحية الجنوبية لبيروت تلملم جراحها من التفجير الإرهابي الذي وقع فيها قبل فترة قصيرة حتى استهدفت بتفجير إرهابي جديد أوقع شهداء وجرحى». وأعرب ميقاتي عن ألمه «جراء المشاهد المؤلمة التي كشفت عنها الجريمة البشعة التي حصلت». واتهم عضو الكتلة النيابية لحزب الله النائب علي عمار، في تصريح له من مكان الانفجار «المجموعات التكفيرية» بالوقوف وراء التفجير. ألسنة الدخان تتصاعد من الضاحية الجنوبية (رويترز) رجال الإطفاء يحاولون إخماد النيران بمساعدة متطوعين (رويترز) عناصر من حزب الله تتفقد المكان (رويترز)