عقد وزير الخارجية الأميركي جون كيري أمس لقاءً وصفته مصادر مطلعة بأنه "مفصلي" مع نظيره الروسي سيرجي لافروف في باريس، حيث حضت مجموعة أصدقاء سورية الائتلاف الوطني السوري المعارض الذي تدعمه، على المشاركة في مؤتمر جنيف-2 للسلام في سورية. والتقى الوزيران أولاً على حدة، ثم انضم إليهما مبعوث الأممالمتحدة الخاص لسورية الأخضر الإبراهيمي. وكان كيري قد قال في تصريحات صحفية أول من أمس "كما قلت مراراً أرحب بأي مبادرة تريد إيران أن تتخذها لمحاولة حل الأزمة في سورية، بدءاً بالموافقة على بيان جنيف" الذي تم تبنيه في يونيو من العام الماضي، والذي ينص على تشكيل حكومة انتقالية. وبدورها، أكدت طهران استعدادها للمشاركة لكن دون "شروط مسبقة". وكانت وسائل الإعلام الإيرانية قد أعلنت مؤخراً أن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف سيتوجه إلى دمشق في الأيام القليلة المقبلة. وجدد وزراء خارجية الدول المؤيدة للائتلاف السوري المعارض أول من أمس التزامها بتبديد شكوك المعارضة، وخصوصاً حول رحيل الأسد من السلطة. وقال كيري "شخصياً أنا واثق من أن المعارضة السورية ستأتي إلى جنيف". وأضاف "إنه اختبار لمصداقية الجميع. وأنا أعول على قدوم الجانبين معاً" إلى جنيف لحضور المؤتمر المقرر عقده اعتباراً من 22 يناير الجاري، لأنه لا يمكن أن يكون الحل عسكرياً في سورية". ومن المقرر أن يصدر الائتلاف الذي يعاني من انقسام عميق حول المشاركة في مؤتمر جنيف2 قراره يوم الجمعة المقبل. وكان مؤتمر أصدقاء سورية الذي اختتم أعماله أول من أمس قد ندَّد بلهجة حازمة ب"الفظاعات التي يرتكبها النظام يومياً ضد الشعب بدعم من حزب الله ومجموعات أجنبية أخرى". وفي الوقت الذي يطالب فيه الائتلاف المعارض لبدء المحادثات بوقف استخدام النظام للأسلحة الثقيلة، وإقامة ممرات إنسانية، طالب البيان الختامي الجانبين بالالتزام بوقف القتال وتطبيق هدنة إنسانية". وقدم أصدقاء سورية دعمهم للمعارك التي تخوضها "القوى الديموقراطية" ضد الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام. وأكدوا أن "المجموعات المتطرفة تخدم مصالح النظام وتسيء إلى صورة قوى المعارضة السورية الديموقراطية والشرعية، من خلال حرمانها من الدعم المحلي والدولي". بدوره، قال وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير "شرحنا لممثلي المعارضة مرة أخرى أن عدم المشاركة في المؤتمر سيسهم في فشل المحادثات، كما سيحول دون عقدها. وآمل أن نكون قد تمكنا من إقناعهم". إلى ذلك، وصل الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى بغداد أمس ليبحث مع كبار المسؤولين العراقيين الوضع في المنطقة، وخصوصاً الحرب الدائرة في سورية وأعمال العنف في محافظة الأنبار العراقية. وسيلتقي المسؤول الأممي رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ووزير خارجيته هوشيار زيباري خلال الزيارة التي تستغرق يومين، بحسب الأممالمتحدة. وستتركز المباحثات على الوضع في الشرق الأوسط وخصوصا الأزمة السورية، بحسب بيان أصدره مكتب المالكي. وتأتي الزيارة قبيل انعقاد مؤتمر جنيف2 الذي سيبدأ أعماله في سويسرا في الثاني والعشرين من يناير الجاري، ويهدف إلى جمع النظام والمعارضة في حوار مباشر. في غضون ذلك، أعلن السفير السوري في موسكو رياض حداد أن وزير الخارجية السوري وليد المعلم سيزور روسيا قبل بدء مؤتمر جنيف-2. وأضاف في تصريحات صحفية "المعلم سيكون في موسكو قريبا"، موضحا أن موعد الزيارة لم يحدد بعد.