مرة أخرى، عاد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) لارتكاب المجازر، وقال ناشطون إن التنظيم المتطرف أعدم عشرات الأشخاص بالرصاص في اليومين الماضيين في محافظة الرقة التي استعاد السيطرة على أجزاء كبيرة منها من أيدي مقاتلي الجبهة الإسلامية والثوار السوريين. وقال ناشطون إن "داعش" أعدم خلال الأيام الثلاثة الأخيرة، نحو 100 مقاتل من جبهة النصرة ولواء أحرار الشام رمياً بالرصاص، وذلك بعد استعادته السيطرة على جزء هام من المحافظة. وأضافوا أن اشتباكات دارت في حيي المشلب والرميلة بين مقاتلي المعارضة والتنظيم المتطرف، وأن المواجهات أدت إلى مقتل قيادي وبعض أفراد التنظيم وأسْر آخرين. وتابعوا أن معظم أنحاء المحافظة باتت تحت سيطرة "داعش"، بعد 3 أيام من الاشتباكات مع قوات المعارضة أسفرت عن مقتل العشرات من الطرفين. وقال ناشط من الرقة -طلب عدم ذكر اسمه- إن نحو 70 جثة معظمهم أطلق الرصاص على رؤوسهم، نقلوا إلى مستشفى الرقة العام. وأضاف "معظم من تم إعدامهم كانوا قد أصيبوا في القتال. وفي الحقيقة فإن جبهة النصرة وأحرار الشام متشابهتان من الناحية الأيديولوجية مع جماعة الدولة الإسلامية في العراق والشام لا يهم." وأدى القتال بين الجانبين إلى مقتل مئات الأشخاص على مدى الأيام العشرة الأخيرة. لكن نشطاء قالوا إن "داعش" استعادت بهجومها المضاد الأخير جانباً كبيراً من معقلها في مدينة الرقة. وقالت مصادر المعارضة إن من بين من أشارت الأنباء إلى إعدامهم في مطلع الأسبوع قائد جبهة النصرة في محافظة الرقة أبوسعد الحضرمي، الذي أسر قبل عدة أشهر مع تزايد التوتر بين جماعة الدولة الإسلامية التي يقودها أجانب، وجبهة النصرة ذات الصبغة المحلية بشكل أكبر. وأضافت أن "داعش" استعاد كذلك بلدة تل أبيض الواقعة إلى الشمال على الحدود التركية في بداية الأسبوع. وقال اتحاد تنسيقيات الثورة السورية وهو جماعة مراقبة معارضة، إنه نتيجة لذلك أغلقت السلطات التركية معبراً حدودياً قرب البلدة وسحبت الموظفين منه. من جانبه، أكد عضو الائتلاف الوطني السوري عبدالله فراج أن مقاتلي المعارضة تمكنوا من طرد التنظيم المرتبط بالقاعدة من أجزاء من محافظة حلب المجاورة للرقة. إلا أنه أشار إلى صعوبة فك قبضته المحكمة على الرقة والمناطق الريفية الواقعة على طرق الإمداد الرئيسية في الشمال. وأضاف أن مقاتلي المعارضة يفتقرون إلى ما يتطلبه الفوز من تنظيم وقوة نيران، وسيكون من الصعب هزيمة المتطرفين دون الاستعانة بضربات يوجهها طرف مثل تركيا. وتابع بالقول إن كثيراً من مقاتلي أحرار الشام وهي من أقوى الجماعات الإسلامية المسلحة اختاروا عدم مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية، لأن كلا المتقاتلين من أهالي المنطقة ولا يناصبون بعضهم بعضاً العداء. وأضاف "لم ير الكثيرون معنى لمقاتلة أقاربهم. وداعش يسيطر الآن على 95% من الرقة وريفها. كما عادت تل أبيض أيضا إلى سيطرته".