الحياة ملأى بالأشياء التي لم تخلق عبثا، وجمال كينونتها يكمن في استنباطنا الصحيح لبعض مدلولات وجودها. ولعل الغير يختصر العبارة السابقة بأنها "رسائل السماء". تلك الموجودات التي توحي لنا برسائل تترى خصبة للاستنتاج. عملية استخراج النفط كحالة متكاملة، بداية من وجوده حتى استعماله هي مسألة للاستنباط، فوجوده هي حالة أولى، أساسية، خالية من أي محاولات بشرية لخلقه. وقد منح الله الدولة السعودية ذلك. فلله الحمد والشكر.أما استخراجه فهي حالة ثانية، ثانوية يقودنا الله إليها، ونسعى حثيثا لنتمكن من إتقانها. فالحال الصحيح هو الانطلاق بالقديم المفيد إلى الجديد المنتج، وفي حالة النفط هذه فالحال الصائب هو الانطلاق بالشكر والحمد إلى الاستعانة بالله للاستفادة من هذا المعطى. العلوم والتكنولوجيا هي ضمن الحالة الثانية حالة الاستعانة التي تستلزم أمرين هامين: الأول: هو التمسك بواجبات الحالة الأولى أي الحمد والشكر. الثاني: هو عدم الاغترار بتلك القدرات البشرية وأنها ما تأتت إلا بإرادة إلهية. فلا نشطب العلوم والتكنولوجيا، ولا نغتر بها. فلا نريد أن نكون أغبياء، ولا نريد أن نكون منسلخين، بل نريد أن ننطلق بأساسنا الأصيل إلى الجديد المتجدد.