فرغت أمانة الأحساء من التصورات المبدئية للمخطط الهيكلي الاسترشادي، المتعلق بالأنوية التخطيطية للمنطقة الحضرية في الأحساء من ناحية "الشرق"، والتي تشتمل على 4 أنوية مختلفة، وهي نواة تخطيطية سياحية في شاطئ العقير، ونواة تخطيطية صناعية "تعدينية" في سلوى، ونواة تجارة حرة في سلوى، ومدن اقتصادية وتجارية في رأس أبو قميص. وترتبط تلك الأنوية بحاضرة الأحساء، وحاضرة الدمام، ورأس أبوقميص، مكونة مثلثا "ذهبيا" بين هذه المواقع الثلاثة، التي تمتلك مقومات جذب استثماري كبير، لتشكل نقطة اقتصادية كبيرة في الخليج. وأبان أمين الأحساء المهندس عادل الملحم خلال حديثه أمس إلى "الوطن"، أن "المثلث الذهبي"، هو الأكثر ديمومة والأغنى في المملكة، وتمتد أطوال هذه الأنوية نحو 200 كيلومتر، وهو ما سيجعل أمانة الأحساء أن تمدد حاضرة الأحساء إلى الشرق، وتحويلها إلى مدينة ساحلية عام 2050. وأكد أن عناصر المخطط تركز على أن تكون الأحساء مركز نمو وطني والمحرك الاقتصادي والتنموي في المنطقة الشرقية والمملكة، بحيث تكون الأحساء إحدى المحافظات الاقتصادية والعمرانية الوطنية الكبرى المنافسة لمناطق ومحافظات المملكة، مرجعاً ذلك للأهمية النسبية للأحساء على مستوى المملكة والمنطقة الشرقية، وما تمتلكه من مقومات حقيقية، من بينها أن الأحساء لها تميز "موقعي"، باعتبارها نقطة حدودية، علاوة على أنها قلب "وسط" لدول الخليج كقطر والإمارات وعمان، علاوة على اليمن من ناحية "الخرخير". وأضاف الملحم: "تمثل الأحساء 20% من مسطح المملكة، وهي واحدة من مواقع الاصطياف والانتجاع في المملكة، وذلك من خلال امتلاكها السياحة الثقافية والأثرية والسياحة التجارية، ففيها القلاع والقصور الأثرية والمتنزهات والحدائق، وفيها محميات بيئية مناسبة للمستثمرين في المجالات البيئية، كبحيرة الأصفر وغيرها، ومناطق العقير، وهي تستوعب أعداداً كبيرة من السائحين، علاوة على أن الأحساء هي أكبر واحة زراعية على مستوى المملكة، والمسطحات الزراعية فيها تقدر ب30 ألف هكتار، والعدد الإجمالي للحيازات الزراعية يبلغ 24 ألف مزرعة، بها 3 ملايين نخلة، تنتج 90 ألف طن من أجود أنواع التمور. كما تضم الأحساء أكبر بئر نفطية وهي "الغوار" وتبلغ طاقتها الإنتاجية 6.25% يومياً من الإنتاج العالمي، وهناك اكتشافات بترولية قادمة، وهناك الغاز الطبيعي ف76% من إنتاج المملكة من الغاز الطبيعي من الأحساء، وأن الأحساء حتى الوقت الحالي منطقة استخراج وإنتاج للبترول". وأوضح أن ذلك "المثلث الذهبي" سيسهم في بناء منطقة اقتصادية قوية على مستوى الخليج، لما تمتلكه من قاعدة اقتصادية وقطب صناعي وسياحي وتعاون دولي وقطب استثماري اقتصادي وبيئي، وتوفر عشرات الألوف من فرص العمل المتوقعة في هذه المنطقة في كافة النشاطات، ويحل مشكلة البطالة الحالية، وعندها ستتجه الحركة شرقاً باتجاه سلوى والعقير.