من داخل منزل رئيس الوزراء الأسبق سعد الحريري، نعى رئيس كتلة المستقبل فؤاد السنيورة الوزير السابق محمد شطح برسالة مؤثرة قال فيها: "أيها القاتل، أيها المجرم، ألم ترتو بعد؟ ألم تكتف بعد؟ بالأمس رفيق الحريري وقافلة الشهداء الأبطال، واليوم الوزير محمد شطح شهيدا، وفي الغد اللائحة قد تكبر؛ لأن القاتل لم يرتو ولم يكتف، ولم يشبع من دماء أبطالنا، أبطال لبنان، أبطال 14 آذار، أبطال ثورة الأرز، أبطال الحرية والاستقلال. القاتل هو نفسه، الذي يوغل في الدم السوري واللبناني. القاتل هو نفسه، من بيروت إلى طرابلس إلى صيدا إلى كل لبنان. القاتل هو نفسه، هو وحلفاؤه اللبنانيون من درعا إلى حلب، إلى دمشق، إلى كل سورية. القاتل نفسه، يستهدف أبطال لبنان منذ تشرين 2004 إلى اليوم وقبل أسبوعين من انطلاق عمل المحكمة الدولية الخاصة بجريمة الرئيس الشهيد رفيق الحريري. قتلوا محمد شطح. القاتل نفسه الذي يستهدف أبطال لبنان، واليوم استهدف بطلنا الشهيد. ابن طرابلس الفيحاء الصامدة. محمد شطح. أيها اللبنانيون: ننعى إليكم الشهيد البطل، الدكتور محمد شطح، الذي سقط صباح اليوم بيد المجرم الذي تعرفونه وتفكرون فيه وتؤشرون عليه. المجرم الذي يهددنا كل يوم. المجرم الذي لن ندعه ينتصر، ولن ينتصر. أيها اللبنانيون: لقد وصلت الرسالة المكتوبة بالدماء وجوابنا إلى العالم، وإلى العرب، وإلى اللبنانيين، وإلى أهالي طرابلس، وأهالي بيروت وعائلة الشهيد هو أن لبنان بلد الحرية والكرامة والعيش المشترك. لبنان باق والطغاة إلى زوال. باسمي وباسم الرئيس سعد الحريري وباسم تيار المستقبل، وباسم كل قوى14 آذار. ننعى إليكم شهيدنا البطل... الوزير والأخ والصديق المناضل رمز الاعتدال، والانفتاح، والحوار. محمد شطح الذي ينضم الآن إلى رفاقه الأبرار. هو ورفيقه الشهيد طارق بدر والضحايا الشهداء الأبرياء الذين انضموا إلى مسيرة شهداء الاستقلال والحرية وفي مواجهة المجرم المعروف الذي يتفرج العالم عليه وعلى إجرامه. أيها اللبنانيون، لبنان لن يموت ولن يركع لغير الله، ولن يستسلم. سيبقى لبنان، لأنه كان قبلنا وسيبقى بعدنا عصيا على التطويع، وأكبر وأقوى من الأعداء والمجرمين. إننا في قوى الرابع عشر من آذار نطالب ونؤكد على ضرورة تحويل ملف هذه الجريمة إلى المحكمة الدولية الخاصة بلبنان. أيها اللبنانيون: لا تخافوا ولا تتراجعوا. المجرم هو الذي يجب أن يخاف. لأن العدالة تسعى خلفه وستدركه. سيبقى لبنان لكل اللبنانيين. بلد التنوع والحرية والعيش المشترك، رغم أنف المجرمين".