قال باحث في الموسيقي: إن الشعوب لم تتفق على شيء مثل حبها للموسيقى، فكانت جزءا لا يتجزأ من حضاراتها ومرآة تعكس ثقافاتها وتبين أخلاقها، وذهب إلى أن الإنسان يعيش حالة من الصراع بين القوانين العامة للعدل والحق، وبين غرائزه وعواطفه، وإن الفن يلبي احتياجات معينة داخل الإنسان، فتعينه على استعادة توازنه. وأكد خليل المويل خلال أمسية بعنوان "ماهية الموسيقى وأثرها" نظمتها لجنة الموسيقى بفرع جمعية الثقافة والفنون بالدمام، مساء أول من أمس: أن الفنون أشياء سامية، ومن المهم أن نمارس فناً أو أكثر، وهذا لا يعني طبعاً أن نهمل حاجاتنا المادية، والطبيعة كانت أكبر فنان ارتقى بمستوى الروح في الإنسان، وخلقت فيه الفنان فبدأ يحاكي الطبيعة، وبدأ أولى خطواته الفنية، وكلما أوغل في الحياة وأوغل في الفن أدرك أهمية الفن في حياته، وفن الموسيقى الذي اعتبره هيجل ذا طبيعة خاصة، تجعله أبعد الفنون عن قبول التعريفات والأوصاف ذات الطابع العام، والموسيقى فن يثير فينا أنواعا لا حصر لها من المشاعر والحالات النفسية. ونوه المويل في الأمسية التي أدارها فهد بن محفوظ إلى أن المستمع متذوق موسيقي مشترك في الإبداع، ومن هنا تكمن أهمية التثقف بعلم الموسيقى للمستمع أيضا وليس فقط للمتعلم، والمتخصص، الموسيقى تنبع من داخل كياننا عندما نسمعها، من نبض قلوبنا وإيقاع خطواتنا وارتباطنا بإيقاع الطبيعة والكون من حولنا، وأصبحت لغة عالمية سهلة المفردات غزيرة المعاني يحسن فهمها كل البشر مهما اختلفت ألوانهم ولغاتهم، ولذلك لم تتفق الشعوب على شيء مثل حبها للموسيقى، فكانت جزءا من حياة الشعوب، وجزءا لا يتجزأ من حضاراتها، بل كانت مرآة تعكس ثقافاتها وتبين أخلاقها. كما تحدث المويل عن عناصر الموسيقى الصوت والزمن، ذاكرا أن أصوات السلم الموسيقي العربي السبعة كانت تسمى في الأصل بأسماء فارسية تدل على مرتبتها من السلم، مضيفا أنها تمثل قطاعا رئيسا في حضارة الإنسان، لذلك ترتبط به في رحلته الطويلة عبر الأجيال، ولذلك اهتم بها الكثير من المفكرين والفلاسفة في العالم مثل أفلاطون وأرسطو وهيجل وابن سينا والفارابي. ولفت المويل إلى دراسة أثبتت أن الأطفال الذين يتلقون دروساً منتظمة في الموسيقى قد تبطؤ لديهم شيخوخة الدماغ لاحقاً، وتزيد لديهم سرعة الإدراك كراشدين، حتى وإن قرروا ترك آلاتهم خلال فترة حياتهم، واستشهد بموقع "مديكال ديلي" الأميركي، الذي ذكر أن الدراسة التي أجراها الباحثون في جامعة نورث وسترن وجدت أن تعلّم الموسيقى في الطفولة له تأثير دائم وإيجابي على كيفية معالجة الدماغ للأصوات، ونظر العلماء في ما إذا كان التدريب الموسيقي في فترة الطفولة يرتبط بتغييرات في طريقة استجابة الدماغ للصوت بعد عقود، ووجدوا أنه كلما زادت فترة عزف المشاركين للموسيقى خلال شبابهم، كانت أدمغتهم تستجيب أسرع لصوت النطق.