عاش اليمن خلال اليومين الماضيين حالة من الاستنفار الأمني والعسكري القصوى بعد الهجوم الذي طال وزارة الدفاع صباح أول من أمس وسقوط عشرات القتلى والجرحى بينهم أجانب في هجوم تبناه تنظيم "القاعدة"، في وقت وصل فيه مبعوث الأممالمتحدة إلى اليمن جمال بن عمر، الذي التقى الرئيس عبدربه منصور هادي، وجدد التأكيد أن اليمنيين سيتمكنون من تجاوز أي محاولات تهدف إلى ترويعهم واستهدافهم. وينتظر اليمنيون بفارغ الصبر القرارات التي من المتوقع أن يتخذها الرئيس هادي للرد على التطورات الأخيرة، خصوصاً أنه منح اللجنة الأمنية العليا مهلة يوم واحد لرفع تقرير عن ملابسات الهجوم الذي شكل صدمة لليمنيين، لا سيما أنه استهدف قلب المؤسسة العسكرية المعنية بالمحافظة على أمن البلاد. وشهدت شوارع العاصمة صنعاء أمس إجراءات أمنية مشددة في ظل مخاوف من وجود سيارتين مفخختين لم يتم العثور عليهما، كانتا ضمن السيارات التي من المقرر أن تشارك في عملية اقتحام مجمع الدفاع في العرضي. وأكدت مصادر أمنية ل"الوطن" أن قوات الجيش ألقت القبض على 4 من المسلحين المشاركين في الهجوم. فيما أفادت وزارة الدفاع أن قوات الجيش التي تصدت للهجوم قتلت 3 من المهاجمين عند البوابة الرئيسة للمستشفى، وأن 5 آخرين قتلوا بعدما حاولوا الفرار من البوابة الشرقية ولجؤوا إلى أحد المباني، حيث تمت محاصرتهم والقضاء عليهم بشكل نهائي وتمت السيطرة على الموقف في المجمع والمستشفى مساء الخميس. وأكدت مصادر رسمية أن 52 قتلوا و167 جرحوا في الهجوم وذلك في بيان أصدرته اللجنة الأمنية العليا بعد ساعات من الهجوم، مشيرة إلى أن سقوط 9 قتلى أجانب كانوا يعملون في المستشفى التابع لوزارة الدفاع في منطقة العرضي بالقرب من باب اليمن. وتم تشكيل لجنة مشتركة من وزارتي الدفاع والداخلية وجهازي الأمن القومي والسياسي للبحث في أسباب وملابسات الحادث والرفع بالنتائج الأمنية العليا بصورة عاجلة. من جهة ثانية، أكد تنظيم القاعدة في بيان له تبنيه الهجوم، مشيراً إلى أن ذلك يأتي "استمراراً لسياسة استهداف غرف عمليات الطائرات التجسسية"، موضحاً أن "المجاهدين قاموا بتوجيه ضربة قاسية لإحدى هذه الغرف الكائنة في مجمع قيادة وزارة الدفاع، بعدما ثبت لدى المجاهدين أن المجمع يحوي غرفاً للتحكم بالطائرات بدون طيار ويوجد فيه عدد من الخبراء الأميركيين". وعد البيان أن "مثل هذه المقرات الأمنية المشتركة أو المشاركة للأميركيين في حربهم ضد هذا الشعب المسلم هي هدف مشروع لعملياتنا في أي مكان كانت وسنفقأ هذه الأعين التي يستخدمها العدو". على صعيد آخر، أكد مبعوث الأممالمتحدة إلى اليمن جمال بنعمر أن اليمنيين سيعملون يداً بيد من أجل إنجاح مؤتمر الحوار الوطني والعمل من أجل المصلحة العليا للبلد. وأوضح بنعمر بعد وصوله صنعاء أمس، أنه سيسعى خلال زيارته الحالية للعمل بالتعاون مع جميع الأطراف من أجل تيسير النقاشات المتعلقة بالحوار الوطني والاتفاق على الوثيقة النهائية لمخرجات الحوار باعتبارها أهم أولويات اليمنيين، مؤكدا في هذا الصدد بأن مجلس الأمن يبذل الجهد لتقديم المساعدة لتحقيق هذا الهدف.