أعلنت السلطات اليمنية أمس مقتل 11 مسلحاً أثناء عملية استعادة السيطرة على مجمع وزارة الدفاع في صنعاء بعد هجوم الخميس الذي نفذته عناصر من تنظيم «القاعدة». وأكد الرئيس عبدربه منصور هادي القبض على عدد من المسلحين الذين شاركوا في الهجوم الذي أسفر عن مقتل 52 شخصاً من الأطباء والمرضى والعسكريين. وتبنى «القاعدة» العملية قائلاً إن الهجوم «استهدف غرفة مراقبة داخل وزارة الدفاع خاصة بعمليات الطائرات الأميركية من دون طيار». وكانت قوات مشتركة من الجيش والأمن اشتبكت حتى ساعات متقدمة من ليل الخميس مع عدد من المسلحين الذين كانوا اقتحموا في الصباح مقر وزارة الدفاع الذي يضم مكتب القائد الأعلى للقوات المسلحة ومعظم دوائر الوزارة، عقب هجوم انتحاري بسيارة مفخخة، وسيطروا على مستشفى داخله كما تحصنوا في عدد من المباني الأخرى. وقالت وزارة الدفاع اليمنية في بيان أمس، «إن القوة المكلفة بالتعامل مع الجماعة الإرهابية أنهت مهمتها بنجاح تام بعد القضاء الكلي على الإرهابيين الذين قُتل ثلاثة منهم عند البوابة الرئيسية للمستشفى وقتل ثلاثة آخرون بعدما ارتكبوا جرائم قتل الأطباء والممرضين والمرضى من المدنيين والعسكريين». وأضافت «أن خمسة من الإرهابيين لقوا حتفهم بعدما حاولوا الفرار من البوابة الشرقية ولجأوا إلى أحد المباني حيث تمت محاصرتهم والقضاء عليهم بشكل نهائي وتمت السيطرة على الموقف في المجمع والمستشفى ليل الخميس». وأكدت وزارة الخارجية الألمانية مقتل اثنين من موظفي الوكالة الألمانية للتعاون الدولي في الهجمات وكذلك سائقهما اليمني، ودانت الحادث بأشد العبارات. وقال الناطق باسم وزارة الشؤون الخارجية الفيليبينية راؤل هيرنانديز إن أحد عشر فيليبينيًّا أصيبوا بجروح طفيفة، وأن بين القتلى الفيليبينيين السبعة طبيباً وممرضات، مشيراً إلى أن الضحايا جزء من أربعين عاملاً فيليبينيّاً في المستشفى الكائن داخل المجمع، وألف فيليبيني يقيمون في اليمن. وتناقلت مواقع إخبارية محلية بياناً قالت أن تنظيم «القاعدة» أعلن فيه مسؤوليته عن الهجوم. وأشار البيان إلى أن التنظيم «استهدف غرفة مراقبة داخل وزارة الدفاع خاصة بعمليات الطائرات الأميركية من دون طيار». لكن لم يتسن التأكد من صحة البيان. وعرض الرئيس هادي أمس لدى استقباله في صنعاء مستشار الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه إلى اليمن جمال بنعمر العائد من نيويورك طبيعة الهجوم، مؤكداً إلقاء القبض على عدد من منفذيه. وقال: «إنهم لن يفلتوا من العقاب الرادع». وأثنى هادي على «بطولة قوات الشرطة العسكرية والقوات الخاصة التي واجهت المجرمين وقضت عليهم في نطاق المستشفى»، كما أفادت وكالة الأنباء اليمنية «سبأ». واعتبر المبعوث الأممي زيارة هادي لمبنى وزارة الدفاع «عملاً بطولياً خصوصاً عندما كانت الموجهات لا تزال دائرة». وقال: «يحق لأبناء اليمن أن يفتخروا بهذه الخطوة الشجاعة التي شكلت عامل حسم قوي وفوري ونقلت الاطمئنان لأبناء الشعب». وتوالت أمس ردود الفعل المحلية والدولية التي دانت الهجوم، وطالب مجلس الأمن بمعاقبة مرتكبيه، داعياً إلى التعاون مع اليمن في مواجهته مع الإرهاب. كما دان الهجوم الاتحاد الأوروبي ومجلس التعاون الخليجي والصين وفرنسا ودول أوروبية. واعتبرته السعودية على لسان وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف، الذي اتصل بهادي هاتفياً، «خروجاً سافراً عن تعاليم الدين الحنيف». ورغم عدد الضحايا المرتفع للهجوم، اعتبر مراقبون أن خطورته في تتمثل في رمزيته التي أثبتت قدرة تنظيم «القاعدة» على استهداف قلب المؤسسة العسكرية في اليمن وسط العاصمة الأكثر تحصيناً واحتياطيات أمنية، فيما تزايدت الأصوات السياسية مطالبة هادي باتخاذ إجراءات عقابية بحق المتهاونين من القادة العسكريين.