أثار تشريع جديد تنوي مقاطعة "كيوبيك" الكندية تطبيقه يقضي بمنع ارتداء الحجاب من قبل النساء المسلمات في الأماكن العامة حفيظة الكثيرات، بادعاء المحافظة عليهن من الاعتداء، فما كان منهن إلا أن احتججن على الدستور الجديد ب"لسنا بحاجة لكم، نحمي أنفسنا بأنفسنا". وأشارت صحيفة "هف بوست ستايل" الكندية أمس إلى مذكرة مسربة تفيد بأن مقاطعة "كيوبيك" تخطط عبر حزب "كيوبيكوس" الحاكم لتقديم تشريع للأخلاق في كيوبيك يقضي بمنع ارتداء المظاهر الدينية في الأماكن العامة بدءا من الحجاب والخمار والعمامات والصليب الكبير، الأمر الذي أثار غضب الكثيرين، حيث تعتبر النساء المسلمات الحجاب واجبا دينيا ودليلا على الحشمة. وفيما أشارت بعض المناصرات للقرار مثل "دجيلما بينهبيب" إلى أن الحجاب رمز لاضطهاد المرأة وسبب للتحرش فيها جنسيا والاعتداء عليها. وأن المجتمعات الديموقراطية لا مكان فيها للحجاب. وأنه ملطخ بالدماء والعنف خلال السنوات الأخيرة. فما كان من طالبة علم الاجتماع، المسلمة "داليا عواد" إلا أن ردت بأن المسلمات في "كيوبيك" لا يعرن انتباها لم يربط بين حجابهن والعنف حول العالم، مشيرة إلى أن وضع النساء في أميركا الشمالية لا يجبرهن على ارتدائه، ولكنهن يرغبن فيه. فيما أوضحت الكاتبة المسلمة غير المحجبة "ريما ديمانيس" في مقالة لها بمونتريال جازيت أن النساء يتمتعن بالمساواة مع الرجال في المقاطعة، وما يدعيه البعض من ارتباط الحجاب بالعنف والاضطهاد محض افتراء. وأكدت أن المرأة بإمكانها أن ترفع صوتها عاليا وتطالب برفع الاضطهاد عنها إن شعرت أنها مهددة، وليست بحاجة أحد أن يقرر ما تشعر به. وأضافت الكاتبة الكندية أن المرأة المسلمة في كندا عانت من ارتفاع العنف ضدها خلال الفترة الأخيرة منذ أن سرب التشريع الجديد، لافتة إلى أن المتطرفين والمعتدين موجودون منذ زمن، ولكنهم أصبحوا أكثر عنفا، حيث تعرضت مسلمة للاعتداء الشفهي في محطة القطار فيما أجبر بعض المتسوقين امرأة مسلمة على خلع حجابها عنوة في إحدى المولات التجارية، كما أن أحد البرامج التلفزيونية الشهيرة استضافت الكوميدي دينيس فيلياتروات الذي رسم صورة امرأة مسلمة على شكل مهرج في سيرك، وقال أمام الجميع إن المرأة المحجبة مجنونة عقليا. وأضافت أن الحجاب واجب ديني لدى المسلمات وليس من حق أحد أن يحرمهن هذا الحق. وأوضحت أن النساء المسلمات لن يسمحن لسلطات كيوبيك بفرض قراراتهم المتسرعة على حساب حياتهم الخاصة، مشيرة إلى أن المقاطعة تكفل حرية تقرير المصير للناس ولا تقيدهم. من جانبها، أوضحت ليلى أحمد البروفيسوره في جامعة هارفارد لصحيفة "الجارديان" أن القضية لا تكمن فيما تلبسه المرأة، بل في تقييد الحرية، ففي نهاية المطاف هي وحدها من يقرر ما يريد، وليس على الآخرين تحديد ذلك. فيما رفعت مجموعة من الناشطات المسلمات شعارا واحدا في وجه التشريع الجديد. هل الحجاب يعني الاضطهاد؟ هل على الحكومة حمايتنا؟ لا حاجة لحمايتكم، نحمي أنفسنا بأنفسنا.