أبدت قوى سياسية يمنية مخاوفها أمس من اندلاع حرب طائفية جديدة، خاصة في محافظة صعدة، بعد اغتيال نائب حوثي. وألقت حادثة اغتيال عضو مجلس النواب عضو مؤتمر الحوار الوطني عن جماعة الحوثي عبدالكريم جدبان مساء أمس الأول بعد خروجه من صلاة العشاء من أحد جوامع العاصمة صنعاء، بظلالها على الأوضاع غير المستقرة، وفتحت باب المخاوف من حرب طائفية. وشكل الرئيس عبدربه منصور هادي بعد ساعات من الاغتيال لجنة لإجراء تحقيق شامل بشأن عملية الاغتيال برئاسة نائب وزير الداخلية وعضوية كل من وكيلي الأمن السياسي والأمن القومي ووكيل من أمانة العاصمة ومدير البحث الجنائي. وأصدرت الرئاسة وحكومة الوفاق الوطني بيانا مشتركا عبرتا فيه عن "إدانتهما واستنكارهما الشديدين لجريمة الاغتيال النكراء التي استهدفت عضو مجلس النواب وعضو مؤتمر الحوار الوطني عبدالكريم جدبان، والتي تتجاوز في مغزاها وغاياتها شخص الفقيد، للمساس باستقرار الوطن وجر أبنائه إلى الصراعات فضلاً عن أهدافه الخبيثة الرامية لإرباك مسار المرحلة الانتقالية الجارية". وأضاف البيان أن "عملية الاغتيال النكراء التي مست النائب جدبان، هي اعتداء سافر أراد من خلاله مرتكبو هذا العمل الجبان وكل من يقف وراءهم التأثير بشكل سلبي على العملية الانتقالية الجارية والتشويش على النجاحات المحققة في هذا المسار، والسعي لإحباط مؤتمر الحوار الوطني الذي شارف على نهايته ويوشك على وضع معالم مستقبل اليمن الجديد القائم على العدالة والحرية والمواطنة المتساوية". وأوضح البيان أن رئاسة الجمهورية وحكومة الوفاق تدعوان كافة الأحزاب والقوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني والمثقفين ورجال الإعلام والمواطنين للوقوف صفاً واحدا ضد العنف، والتمسك بالحوار كسبيل وحيد لحل جميع المشاكل والقضايا، مع التزام اليقظة والحذر في هذا الظرف الدقيق الذي يمر به اليمن بما يساهم في توفير الأمن ويفوت الفرصة على الذين يستهدفون استقرار وأمن وسلامة الوطن"، بحسب البيان. وأشار البيان إلى التوجيهات التي صدرت بتشكيل لجنة للتحقيق في اغتيال النائب جدبان، في الوقت الذي شرعت فيه الأجهزة الأمنية في اتخاذ كل الإجراءات اللازمة لتعقب وضبط الجناة وتقديمهم للعدالة في أسرع وقت، وكشف من يقفون وراءهم، وتقديمهم للعدالة لينالوا جزاءهم العادل والرادع". وعبر مجلس النواب الذي ينتمي إليه الضحية ومؤتمر الحوار الوطني ومجلس الشورى وحركة الحوثي وأحزاب اللقاء المشترك بما فيها حزب التجمع اليمني للإصلاح واللجنة الأمنية العليا عن ادانتهم للحادثة. من جهة أخرى، كشفت مصادر أمنية أن طائرة عسكرية نقلت أمس من مطار المكلا بحضرموت، شرقي البلاد، جثث 13 من عناصر تنظيم القاعدة الذين قتلوا بالمواجهات التي جرت مؤخرا بالمحافظة. وأوضحت المصادر أن الجثث نقلت للمستشفى العسكري بصنعاء، بينهم قتلى الضربة الجوية في غيل باوزير مؤخرا، مشيرة إلى أن قيادة الوزارة كلفت المختصين بالبحث الجنائي بالانتقال إلى المستشفى العسكري لمعاينة الجثث ال 13 والقيام بأعمال التوثيق الجنائي والكشف بالتنسيق مع النيابة الجزائية المتخصصة.