64 شاباً تتراوح أعمارهم ما بين العقدين الثاني والخامس من العمر، أطلقوا على أنفسهم مجموعة "سواعد الأحساء"، عملوا متطوعين لمدة 4 أيام متواصلة لإنقاذ المحتجزين والمركبات العالقة وسط التجمعات المائية في الطرقات والميادين العامة، التي تكونت بفعل الأمطار الغزيرة التي شهدتها محافظة الأحساء، ابتداء من الأحد الماضي واستمرت حتى أول من أمس، وتمكنوا من استخرج نحو 83 مركبة "عالقة" في التجمعات المائية. وأوضح مؤسس المجموعة أحمد الصايم، خلال حديثه أمس إلى "الوطن"، أن بداية انطلاقة تكوين المجموعة كانت مساء الأحد الماضي مع أول أيام هطول الأمطار، من خلال "تغريدة" على موقع التواصل الإلكتروني "تويتر"، والتي أعلن من خلالها عن ضرورة تكوين مجموعة تطوعية لمساعدة المحتجزين والعالقين، وما هي إلا دقائق، حتى انهالت رغبات الكثير من الشباب في الأحساء بالانضمام إلى المجموعة، بجانب إبداء نحو 12 شاباً استعدادهم التام للمشاركة بمركباتهم ذات الدفع الرباعي في الوصول إلى العالقين والمحتجزين، وضم أفراد المجموعة أطباء وفنيين وممرضين، إذ جرى تقسيم المتطوعين إلى 6 مجموعات، تضم كل مجموعة 10 أفراد ومركبتين كبيرتين "دفع رباعي"، وتخصيص رقم هاتف محمول للتواصل مع المتضررين وتحديد مواقعهم للانتقال إليهم بعد وضع رقم الهاتف المحمول على مختلف مواقع التواصل الاجتماعي الإلكتروني وفي رسائل ال"واتساب" التي انتشرت سريعاً. وأشار إلى أنه خلال 4 أيام عمل المجموعة، جرى استخرج نحو 83 مركبة "عالقة" في التجمعات المائية، تقل بعضها عائلات وأفراداً "ذكوراً وإناثاً"، بجانب استخراج مركبات أخرى عالقة في رمال بعض المتنزهين في المواقع البرية، بجانب مساعدة 4 عائلات تضررت منازلهم جراء دخول الأمطار إلى داخل المنازل وغرقها بالمياه وانقطاع التيار الكهربائي عنها، وذلك بمشاركة مدربين ومتدربين من المعهد الثانوي الصناعي، والتدخل في نقل حالة "إسعافية" لمريض من داخل منزل أسرته، الذي حاصرته الأمطار، وتسليمه إلى الفرقة الإسعافية التي لم تستطع الوصول إلى المنزل، كما تدخل أفراد المجموعة في فك الاختناقات المرورية في التقاطعات الرئيسية بمدينتي الهفوف والمبرز نتيجة تعطل الإشارات الضوئية بسبب الأمطار، والمساهمة في نشر 20 صهريج نقل مياه، و7 مضخات لشفط المياه تابعة لهيئة الري والصرف في الأحساء، فيما تقرر أن ينتشر أفراد المجموعة اليوم السبت في مواقع التنزه الخلوية لمساعدة جميع العالقين في هذه المواقع. إلى ذلك، تعمل 31 فرقة أعمال الصرف الصحي لمواجهة الطوارئ في الأحساء، كاملة التجهيزات لفتح انسدادات شبكات الصرف الصحي والمساهمة في شفط تجمعات مياه الأمطار بالتنسيق المسبق مع الجهات ذات العلاقة. وأوضح مدير فرع وزارة المياه عبدالله الدولة أنه جرى توزيع الفرق على مدار الساعة في كل من الهفوف والمبرز والعيون والبلدات التابعة لها والعمران وبلداتها، وقد وفرت إدارة المياه عدداً من صهاريج الشفط، إلى جانب صهاريج النفث الخاصة بتصريف انسدادات شبكات الصرف الصحي، وذلك بتوفير مضخات الديزل "سايكس"، كما تم تشغيل مضخات الصرف الصحي بطاقاتها القصوى، وتم التعامل مع البلاغات الواردة بسرعة فائقة ضمن خطط العمل وتوجيه الفرق إلى معالجة الموقع حسب أولوية نوع البلاغ وحجمه، وأضاف أن إدارته تنفذ حالياً مجموعة من مشاريع الصرف الصحي والتوصيلات المنزلية وذلك عبر مراحل في المناطق غير المخدومة في أحياء الراشدية ببلدة الطرف، والروضة ببلدة الجشة، والأحياء الجديدة ببلدة المنيزلة، والمنطقة الجديدة ببلدة المركز، وكذلك إنشاء وتطوير مجموعة من محطات الصرف في مختلف المدن والبلدات.