كشف تقرير حديث للاتحاد الدولي للسكري 2013 حصلت "الوطن" على نسخة منه، أن السعودية تتصدر المرتبة الأولى تليها الكويت ثم قطر في قائمة الدول العشر الأكثر إصابة بداء السكري في المنطقة العربية "الشرق الأوسط وشمال أفريقيا". وأشار التقرير إلى أن نسبة انتشار المرض في المنطقة تمثل 10.9% مرجعة اتساع رقعة المرض خاصة في دول الخليج العربي إلى التطور الاقتصادي المطرد مع ازدياد النمو السكاني والعمراني وانتشار أسلوب الحياة المترف الذي ساهم في انتشار التغذية غير الصحية، وقلة النشاط البدني، وزيادة السمنة بين مواطني دول الخليج خصوصاً. وأكد التقرير انتشار النوع الثاني من "السكري" بشكل كبير في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وهو الناتج عن فقدان الجسم قدرته على استخدام الأنسولين الذي ينتجه وهو المسبب للبدانة، بينما أن النوع الأول من المرض ناتج عن فشل البنكرياس في إنتاج مادة الأنسولين بكميات كافية. ووفقاً لموقع وزارة الصحة على الإنترنت فإن نسبة انتشار مرض السكري من النوع الثاني في المملكة يصل إلى 90% من بين المصابين بالمرض. كما وصلت نسبة المصابين السعوديين من الفئة العمرية فوق 30 عاماً إلى 28%، فيما بلغت نسبته الإجمالية في المجتمع نحو 14% لجميع الأعمار، فيما تشكل الوراثة دوراً كبيراً في الإصابة بالسكري تمثل 60% – 80%. وقال خبير تعزيز الصحة وأمين عام الجمعية الخيرية للتوعية الصحية "حياتنا" الدكتورعبدالرحمن بن يحيى القحطاني: "إن مواجهة السكري تحتاج إلى استراتيجيات متكاملة وشاملة تتضمن صنع سياسات وأنظمة للحد من نسبة الدهون والسكريات في الأطعمة، وتوفير بيئة مناسبة لممارسة النشاط البدني لفئات المجتمع ككل، عوضا عن التوعية الصحية وبرامج الاكتشاف المبكر للمرض". وأضاف في تصريح ل"الوطن"، أن مواجهة المشكلة لا تقتصر على وزارة الصحة وحدها بل إن مسؤولية مساندة الوزارة تقع على عدة قطاعات حكومية كوزارات التربية والشؤون البلدية والصناعة والتجارة والإعلام وغيرها من القطاعات الأخرى، عوضا عن القطاع الخاص ومؤسسات المجتمع المدني. ووفقاً لمؤشرات الاتحاد الدولي للسكري فإن داء السكري يؤدي لوفاة ثلاثة أشخاص كل ساعتين في المملكة، وبمعدل 42 وفاة يوميا، وبأكثر من 15 ألف حالة وفاة سنويا، إضافة إلى وجود ما يربو على 2.5 مليون مصاب بالسكري في المملكة (في الفئة العمرية من 20-69 سنة). وأشار الدكتور القحطاني إلى وجود ما يقارب من مليون وربع المليون شخص غير مشخصين بالسكري في المملكة، ومن المتوقع أن يصل عدد المصابين بالسكري عام 2030 إلى ما يقارب خمسة ملايين ونصف المليون مريض. وقال: جميعها مؤشرات تبعث على القلق وتستلزم بذل المزيد من التدابير والجهد للحد من انتشار هذه الآفة في المملكة، خصوصا إذا علمنا أن تبعات السكري غير المشخّص مكلفة للغاية". وتشير منظمة الصحة العالمية إلى توفر البراهين الدامغة على إمكانية توقي نسبة كبيرة من حالات السكري ومضاعفاته، أو تأخير ظهوره من خلال الحد من عوامل الخطر الأساسية الممكن تعديلها، وذلك من خلال اتباع نظام غذائي صحي، وممارسة النشاط البدني بانتظام، والحفاظ على الوزن المعتدل، وتجنب تعاطي التبغ. ودعا عدد من المراقبين الصحيين القطاعات التعليمية لوضع قوانين تحدّ من ترويج السلع الغذائية المضرَّة، وتنظيم المواد الغذائية المتاحة في المقاصف ومنافذ بيع الأطعمة في المؤسسات التعليمية، وتأمين البيئة المناسبة بما يسمح للأطفال والشباب بالمحافظة على النشاط الحركي وممارسة الرياضة، وهو ما دعت إليه منظمة الصحة العالمية.