تفاعل الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية مع عرض روسيا تنحي الرئيس بشار الأسد بعد إكمال دورته الرئاسية الحالية وعدم الترشح للانتخابات القادمة، "شريطة تقديم ضمانات سياسية وشخصية له". ورحب الائتلاف بتصريحات رئيس الوزراء الروسي ديميتري ميدفيدف، حول رحيل الأسد عن السلطة. وقال المتحدث الرسمي باسمه لؤي الصافي إن تراجع موسكو عن مبدأ بقاء الأسد أمر بديهي في ضوء المتغيرات الدولية التي تعيشها المنطقة. وأضاف "هذا التراجع عن مبدأ بقاء الأسد أمر واقعي وأمسى ضرورة ملحة لدى المجتمع الدولي الذي من المحال أن يترك سورية في حالة الفوضى التي صنعها بشار وأزلامه، والتي تؤثر بطريقة أو بأخرى على وضع المنطقة بشكل كامل". وتابع "من الممكن الحديث عن مصير الأسد بعد الاتفاق على تنحيه". وبينما سعت دمشق إلى التقليل من أهمية تصريحات ميدفيدف، قال وزير إعلامها عمران الزعبي إن تصريحات ميدفيديف "أخرجت من سياقها، ولا تعدو كونها أفكارا طرحت ولم تلق تأييدا". كما أكد نائب رئيس الوزراء قدري جميل الذي أقيل من منصبه الأسبوع الماضي أن هناك شبه إجماع على هذا الطرح داخل سورية، وأن النظام أدرك استحالة استمراره. وأضاف "موضوع تنحي الأسد عقب مؤتمر "جنيف 2" تم شطبه من جدول أعمال المؤتمر، وهو باق إلى نهاية ولايته الرئاسية". وأضاف أن حزبه أكد أن طرح هذا الموضوع من شأنه أن يعرقل الحوار. وكان مصدر دبلوماسي أميركي أكد في وقت سابق أن روسيا عرضت على واشنطن منذ فترة طويلة موضوع تنحي الأسد، واشترطت عدم توجيه ضربة عسكرية للنظام عقب استخدامه السلاح الكيماوي بريف دمشق أواخر أغسطس الماضي. وأضاف المصدر الذي رفض الكشف عن اسمه "التراجع الأميركي عن معاقبة نظام دمشق عسكرياً كان مقابل تنحي الأسد عن السلطة، وتفكيك الترسانة الكيماوية السورية، وهو العرض الذي قدمت موسكو ضمانات لتنفيذه، لكنها اشترطت عدم الإعلان عن ذلك إلا قبيل مؤتمر جنيف 2 حفاظاً على صورة النظام". وأضاف "خلال الاجتماع الثلاثي الذي ضم الولاياتالمتحدةوروسياوإيران تم التأمين على ذلك العرض، حيث أبدت طهران موافقتها على رحيل بشار، ويبدو أن الحملة العسكرية الشرسة التي ينفذها الجيش السوري حالياً ضد المعارضة هي رد فعل نفسي على ذلك الاتفاق". من جهة أخرى، نفى قائد الجيش السوري الحر العقيد رياض الأسعد ما تردد حول وفاته. وقال عبر صفحته على "فيسبوك" إن إعلام النظام يقف وراء تلك الشائعة وفبركة صورة مزيفة تظهره ميتاً، وتعهد بمواصلة العمل حتى إسقاط نظام الأسد الطائفي، بحسب تعبيره. وكانت مواقع مرتبطة بالنظام قد ادعت أن الأسعد لقي حتفه مع عدد من العناصر لم يعرف عددهم، نتيجة غارة جوية قامت بها طائرات الجيش على بلدة ربيعة في ريف اللاذقية. في سياق منفصل، أكد السفير الأميركي السابق في دمشق روبرت فورد أن حجم المساعدات العسكرية التي تقدمها موسكو للنظام السوري ازداد بشكل كبير خلال العام الماضي، مشيراً إلى أنها فاقت تلك التي تقدمها إيران. وأضاف خلال جلسة استماع للجنة العلاقات الخارجية بالكونجرس "هناك عمليات توصيل إضافية، وتجاوزت الكميات التي كانت قبل عام واحد. حيث تتم إعادة تجديد طائرات سلاح الجو التابعة للنظام في روسيا وإرسالها مرة أخرى للأسد، وهو الأمر الذي يحدث فرقاً كبيراً". ودعا فورد إدارة الرئيس أوباما لإرغام روسيا على وقف تلك المساعدات العسكرية، لتعارضها مع مبادئ القانون الدولي التي تحظر على أي دولة إرسال أسلحة فتاكة لأي من أطراف النزاع في حرب أهلية. ودعا البنتاجون إلى توسيع برنامجه الرامي لتدريب وتسليح الثوار بما يمكنهم من تحقيق توازن على الأرض.