أعلن وزير الخارجية الأميركي جون كيري والروسي سيرغي لافروف اتفاقهما على أنه لا حل عسكرياً في سورية، وأنه يجب منع المتشددين في النظام والمعارضة من تحقيق مكاسب، مشيرين إلى ضرورة الدعوة إلى مؤتمر «جنيف-2» في منتصف تشرين الثاني (نوفمبر) من أجل إيجاد حل سياسي للنزاع. وقال لافروف، كما نقلت عنه وكالة «ريا نوفوستي» للأنباء في ختام محادثات مع نظيره الأميركي في جزيرة بالي الأندونيسية: «أيدنا الدعوة إلى المؤتمر الدولي في منتصف الشهر المقبل»، مضيفاً: «اتفقنا على إجراءات يجب اتخاذها كي تشارك الحكومة والمعارضة في هذا المؤتمر». وأعلنت موسكو في بداية الشهر الجاري أن دمشق يمكن أن تبدأ في إطار تحضيرات «جنيف-2» مفاوضات سلام مع العناصر المعتدلة في المعارضة المسلحة. وكان المجلس العسكري ل «الجيش الحر» و «الائتلاف الوطني المعارض» أكدا أن نقطة الانطلاق لأي مفاوضات هي تنحي الرئيس بشار الأسد ومحاسبة المسؤولين عن الهجوم بالسلاح الكيماوي على ريف دمشق في 21 آب (أغسطس) الماضي. وأُرجئ انعقاد «جنيف-2» مرات عدة بسبب خلاف حول الأهداف والمشاركين، لا سيما بين روسيا حليفة نظام دمشق والغربيين. ومن المرتقب أن يعتمد المؤتمر الخطوط العريضة للاتفاق الدولي حول الانتقال السياسي في سورية الذي وُقع في 30 حزيران (يونيو) 2012 في جنيف، لكنه لم يطبق أبداً. من جهة أخرى، قال كيري إن الولاياتالمتحدةوروسيا اتفقتا على حث الأممالمتحدة على تحديد موعد المؤتمر في وقت ما في الأسبوع الثاني من الشهر المقبل. وقال كيري للصحافيين في مؤتمر صحافي مع لافروف: «سنحث على تحديد موعد بأسرع ما يمكن». والتقى كيري ولافروف في بداية المحادثات في حضور مساعديهما، ثم اجتمعا على انفراد، حيث ناقشا سبل إنهاء الحرب الأهلية السورية والمحادثات المقبلة مع إيران لإنهاء النزاع القائم في شأن برنامجها النووي. ووصف كيري اجتماعه مع لافروف بأنه «من أكثر الاجتماعات البناءة التي عقدناها»، وأنهما تحدثا طويلاً عن كيفية دفع الأطراف المتحاربة في سورية إلى الجلوس معاً لإجراء محادثات في جنيف. وقال: «اتفقنا مجدداً أنه ما من حل عسكري هنا ومن مصلحتنا المشتركة ألا يكسب المتشددون المتطرفون من الجانبين أي وضع أقوى في سورية، ولهذا نعيد التزامنا جهوداً محددة للغاية لتحريك عملية السلام بأسرع ما يمكن». وصرح بأن الجانبين سيعملان على «تمهيد الطريق لجولة من المحادثات». واستطرد: «أملنا المشترك في أن يحدث هذا في منتصف تشرين الثاني (نوفمبر)، ونحن عازمان ومصممان على التشاور مع أصدقائنا بشأن هذه الجهود حتى نضمن أن يحدث هذا في الشهر المقبل». وأضاف: «الموعد النهائي وشروط المشاركة ستحددها الأممالمتحدة». وكان المبعوث الدولي - العربي الأخضر الإبراهيمي قال في رده على سؤال خلال برنامج لشبكة «تي في 5» و إذاعة «آر اف اي» الفرنسيتين أول من امس، إن عقد «جنيف-2» في منتصف الشهر المقبل «ليس أكيداً». وأضاف: «أحاول دعوة الجميع خلال النصف الثاني من تشرين الثاني، وسنرى. أنا واقعي»، معتبراً أنه على النظام والمعارضة أن يتوجها «إلى جنيف من دون شروط مسبقة».