سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
سلطان بن سلمان لالوطن: إنشاء 20 متحفا.. و"مبتعثون" يديرونها رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار يؤكد بدء تفعيل قرار الملك عبدالله بإعادة تطوير الطائف وإعادة مكانتها السياحية
أكد رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار الأمير سلطان بن سلمان، أن برنامج العناية بمواقع التاريخ الإسلامي جزء مكمل لما تقوم به المملكة لخدمة الإسلام والمسلمين، موضحا أن البداية ستكون من المواقع نفسها في مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة. وأعلن أن الهيئة في صدد إنشاء 20 متحفا في كل المناطق، كاشفا أن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وجه بإعادة تطوير الطائف. كلام الأمير سلطان جاء في حوار أجرته معه "الوطن" هنا نصه: بعد إطلاقكم لبرنامج العناية بمواقع التاريخ الإسلامي من أين ستكون البداية؟ بداية العناية بمواقع التاريخ الإسلامي ستنطلق من نفس المواقع في كل من مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة. هل تم اعتماد آلية لذلك؟ وما هي أبرز ملامحها؟ أول آلية تم اعتمادها في البرنامج قائمة على العمل بتوجيهات من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، ومتابعة سمو ولي العهد الأمير سلمان بن عبدالعزيز - حفظهما الله -، بالعناية بمواقع التاريخ الإسلامي. وهذا البرنامج أنشئ كجزء مكمل لما تقوم به الدولة من خدمة الإسلام والمسلمين، فالتاريخ الإسلامي نشأ منذ بداية الدعوة المحمدية من مكةالمكرمة، وكان للمدينة المنورة نصيب من ذلك، وهو تاريخ معروف ويدرس للطلاب في جميع مراحل التعليم، وأن أرض المملكة كانت مسرحاً لتلك المواقع، غير أن تلك المواقع غير مهيأة وغير مفعلة للمنابر الدعوية أو العملية المعرفية والتعليمية. مشروع رائد على ماذا ركزتم في البرنامج؟ كما أخبرتك، برنامج العناية بمواقع التاريخ الإسلامي مشروع رائد أتى بتوجيهات من خادم الحرمين الشريفين، مبني على أوامر سامية متعددة تتعلق بالمحافظة على المواقع وتوثيقها والمعالم المرتبطة بها في كل من مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة، وتطوير تلك المواقع التي عاصرت أحداثا جليلة، كما أن القيم الإسلامية هي الأساس الذي تقوم عليه وحدة بلادنا واجتماع شعبها، وهي أول خطوة لتقريب المواطن لبلده. ومشروع "عيشوا السعودية" الذي أعلن عن بعض ملامحه، مبني على أن المواطن يجب أن ينتقل من مرحلة السماع عن بلاده ومكوناته إلى مرحلة أن يبدأ يعيش هذه البلاد ويعي مكوناتها ويعيشها ويتلمسها ويتذوقها، وأول هذه المكونات هو الإسلام والمواقع التي شهدت نشأة الدين الإسلامي. ومسمى مواقع التاريخ الإسلامي يعكس الواقع وليس هناك تعارض مع الثوابت التي تقوم عليها الدولة والالتزام بعدم المساس بالعقيدة، فالمساجد لها مكانة اعتبارية مقدسة واحترام، وكذلك مواقع التاريخ الإسلامي لها اعتبار ومكانة، ويمكن تفعيلها في العملية الدعوية والتوعوية. ما الهدف من إطلاق هذا البرنامج؟ الهدف من البرنامج تنظيم المواقع والمحافظة عليها ومراكز الزوار، حيث سيتم فيها إنشاء مراكز الإرشاد، وكذلك تنظيم العاملين في هذه المواقع كإدلاء ومرشدين محصنين بالعلم الشرعي والمعلومات الصحيحة مع تطوير تلك المواقع، بحيث تكون جزءا من حياتنا وتعليمنا وتهيئتها لتكون مواقع للدعوة ومعايشة للتاريخ الإسلامي. تدريب المنظمين هل تطوير مواقع التاريخ الإسلامي سيشمل تنظيم رحلات سياحية لها؟ نحن في البرنامج لا ننظر للمواقع على أنها مواقع سياحية ولن نسوق لها تسويقا سياحيا كما هو متعارف عليه، فقط ننظم ونوجه منظمي الرحلات، على أن يكونوا مؤهلين تأهيلا جيدا، بحيث تكون زيارة مواقع التاريخ الإسلامي مناطة فقط بمنظمي الرحلات المرخصين. وقد تم الاتفاق على أن تقدم لهم برامج تدريبية في عدة جامعات "أم القرى"، "طيبة"، "الإسلامية لتعدد اللغات"، ونحن ننظر للبرنامج بصفة عالية جداًّ وقيمة مضافة. حدثنا عن أبرز المواقع والمشاريع التي سيشملها التطوير والتنظيم؟ هناك حزمة من المشايع التي وجه بها المقام السامي وتم تصميمها وسيتم الإعلان عنها قريبا في كل من مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة في مواقع في غاية الأهمية مرتبطة بالسيرة النبوية، وتعاني اليوم من الإهمال ومن وضع لا يمكن أن يقبل به لمواقع حدثت فيها أهم أحداث الإسلام. لمن يعود الفضل في إطلاق هذا البرنامج؟ - يعود الفضل في إطلاق هذا البرنامج لخادم الحرمين الشريفين سواء بتوجيهاته، أو بتجاوبه السريع والذي يدل على اهتمامه بتطوير هذه المواقع بما يعكس قيمة الإسلام وهذا التاريخ الإسلامي العظيم، ومدى اهتمام المملكة بهذا الجانب. نصيب النساء هل سيكون للنساء نصيب من الإرشاد السياحي؟ كلمة المواطنين تشمل الرجال والنساء على حد سواء، والمرأة في المملكة العربية السعودية وفي الجزيرة العربية لها دور بارز منذ بدء الرسالة المحمدية، ولنا أسوة حسنة في السيدة خديجة - رضي الله عنها -، والمرأة بلا شك لها دور كبير فيما يتعلق ببيئتها وعملها، والمملكة يزورها كثير من المسلمين والمسلمات، والدولة استثمرت المرأة في مجال الجامعات وبرامج الابتعاث، ويجب أن يكون لها دور في مجال التوعية وأن لا يقتصر دورها على البرامج المدرسية، وأن يكون لأمهات ومواطنات المستقبل نصيب في هذا الضخ التوعوي الدعوي فيما يتعلق بنشوء التاريخ الإسلامي على هذه الأرض الطاهرة. ما هي المعوقات التي واجهت السياحة وحالت دون استثمار قصر السقاف التاريخي؟ رفعنا بميزانية لمشروع دراسة ترميم شاملة وموثقة للقصر بمشاركة نخبة من خبراء العالم، وسنبدأ بعد شهر في ترميمه، كما تقدمت شركة البلد الأمين وشركة ضيافة بتصور لما يمكن أن يكون عليه استخدام القصر، كما ستقوم الهيئة بتطوير تصورها عن القصر، وأن الدولة أصدرت قرارا بتأسيس شركة "الفنادق والضيافة التراثية"، وهي شركة حكومية في الطور النهائي لتجمع المستثمرين مع الدولة، وسيكون قصر السقاف التاريخي باكورة مشاريعها وغيرها من المواقع في جميع مناطق المملكة، ويجب أن نأخذ في الاعتبار أهمية القصر التاريخية، بحيث يمكن الاستفادة من كل القصر أو الجزء الأهم منه في إنشاء متحف تاريخ مكةالمكرمة، وكذلك تعمل الأمانة على الاستفادة من المنطقة المحيطة بالقصر لما تشكله من مجتمع حضاري متكامل. المشاركة الفعالة هل للهيئة شركاء في تنفيذ مشاريع التنمية السياحية للمناطق؟ الهيئة اعتمدت منذ نشأتها منهج المشاركة الفعالة مع القطاعين العام والخاص والمجتمع المدني كآلية ناجحة لتحقيق التنمية السياحية، وأشيد هنا بدور أمير منطقة مكةالمكرمة رئيس هيئة تطوير مكةالمكرمة الأمير خالد الفيصل، وبتجاوبه وتعليماته الواضحة وقربه من هذه القضايا، وكذلك أمين العاصمة المقدسة الدكتور أسامة البار، فنحن نعمل كفريق واحد وبيننا شراكة كاملة، ونريد أن نكسب الأجر في العناية بكثير من المواقع في مكةالمكرمة وإعادتها إلى مكانتها التقديرية والاعتبارية. وقامت الهيئة بأمر من الأمير خالد الفيصل، وتدخلت كهيئة آثار مع الأمانة في مواقع التوسعة، واستطاع عدد من خبراء الآثار من إنقاذ عدد كبير من الأثريات المدفونة، وتم التعامل معها بعناية لحين عرضها في متحف مكةالمكرمة، كما تمت كذلك المحافظة على بئر طوى بتحديدها وحصرها حتى لا ينالها التدمير، جراء ما تشهده المنطقة من إزالات، مؤكدا بأن توجيهات الدولة تدعو إلى المحافظة على جميع المواقع الأثرية. والهيئة ربطت منذ وقت مبكر بين نشاط السياحة والتراث، والانتماء الوطني، وحرصت دائماً على تعزيزهما، وإبراز البعد الحضاري للمملكة، من خلال عدد من المشاريع والبرامج التي تحظى بدعم القيادة، وتسعى للمحافظة على المواقع الأثرية والتراثية وتنميتها، وهو ما لمسنا – بحمد الله – بوادر التحول الإيجابي نحوه عندما تحولت كثير من المواقع في بلادنا الغالية من مواقع أثرية وقرى تراثية، وأواسط مدن تاريخية خالية، إلى مواقع تضج بالحياة، ويعيش فيها الناس، ويؤمها المواطنون وأسرهم. كيف يمكن تنمية صناعة السياحة الداخلية؟ كلمة سياحة بالنسبة للمملكة تعني شيئا مختلفا عن الدول الأخرى، ونحن الآن نستخدم السياحة المتعلقة بمواقع التاريخ الإسلامي، وليس هناك عيب في استخدام كلمة سياحة فيما يتعلق بالعملية التوعوية التثقيفية العميقة، فهناك عدة تصنيفات للسياحة منها السياحة التراثية، الثقافية والعلاجية وغيرها، ونحن الآن نعمل وهناك قرارات مهمة ستصب في تطوير هذا القطاع الاقتصادي الكبير. كما قامت الهيئة العامة للسياحة والآثار، بالعناية بالمسارات التاريخية بالمملكة وتم تحديد 12 مسارا بعد مسحها وترتيبها وتحديدها، كطريق التجارة والحج والهجرة، وطريق زبيدة، وطريق توحيد المملكة، وسيبدأ برنامج تدريبي لمنظمي الرحلات السياحية، وأن المواطن اليوم لا يعرف بلده كما يجب، ولا يعقل اليوم المواطن "يسكن ولا يعيش في بلاده". قفزات المتاحف حدثنا عن جهود الهيئة في العناية بالمتاحف؟ على الرغم من أن عمر الهيئة لا يتجاوز 5 سنوات، إلا أن قطاع المتاحف حظي باهتمام كبير، وشهد قفزات تطويرية كبيرة، ونحن الآن بصدد بناء أكثر من 20 متحفا في وقت واحد في عدد من مدن المملكة كمكةالمكرمةوالمدينةالمنورة وغيرها ومنها متحف واحة القرآن في المدينةالمنورة، كما سيكون هناك تعاون مع وزارة التعليم العالي، لتمديد فترة ابتعاث بعض المبتعثين لمدة عام أو أكثر من المبتعثين الذين تم اختيارهم من قبل الهيئة بعناية، ليعملوا في متاحف أميركا وأوروبا، لتهيئتهم لاستلام المتاحف الجديدة، نحن لا نريد موظفين، نريد متحفيين ومطورين لبرامج الأطفال والشباب والبرامج المتحفية والفعاليات، نريد متاحف تفاعلية من نوع جديد ومختلف، وبدأنا في هذه التجربة مع المتحف الوطني في الرياض، حيث كان تراوح عدد الزوار ما بين 1000 و2000 زائر خلال العام، وقامت الهيئة بالتعاقد مع شركة نقل لنقل الطلاب ومعلميهم للمتحف وخلال عام تجاوز عدد الزوار 150 ألف زائر، كل تلك الخطوات مبدئية لتطوير المتحف الوطني، بأن تكون مكانا تعيش فيه. "عيش السعودية" كيف نشأت فكرة مشروع "عيش السعودية"؟ نشأت فكرة مشروع "عيش السعودية" عنما كنت في مروحية متجها لمنطقة جيزان، لتفقد بعض المواقع فيها، حيث زرنا جبل الريث ووادي لجب، ووجدتها من أجمل المواقع التي رأيتها في حياتي، فيها الشقوق الجبلية الضخمة والخضرة تغطي جبالها، وأهلها مضيافون كرماء، حيث قام مواطن بتقديم بندقيته هدية لي وهو لا يعرفني، ثم انتقلنا إلى فرسان وجمال بحرها، إن بلادنا ليست غنية بالنفط فقط وإنما بمقومات طبيعية تستحق الزيارة والمعرفة، ونهدف من مشروع "عيش السعودية"، نقل الطلاب إلى بلادهم ليعيشوها وتدخل قلوبهم بما فيها من حقائق وواقع، والبرنامج يستهدف تمكين مليون طالب من زيارة مناطق المملكة والمواقع التي انطلقت منها الوحدة الوطنية، ليتعرف النشء على تراث وطنهم ومعالمه التاريخية والحضارية والسياحية، وليتعايشوا مع هذه المواقع ويتفاعلوا معها لا أن يقرؤوا عنها في الكتب فقط، مشيرا إلى أن هذا البرنامج والبرامج المماثلة التي تقوم بها الهيئة تصب بالكامل في توجهات الدولة بقيادة سيدي خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده الأمين - يحفظهما الله -، في أهمية أن يعرف المواطن وطنه ويتعرف على تاريخه وملحمة تأسيسه ووحدته. ما هي أبرز مشاريع الهيئة المقبلة؟ الطائف مقبلة على مشروع ضخم وجه به خادم الحرمين الشريفين بإعادة تطوير الطائف وإعادة مكانتها السياحية.