تعمل المملكة على إنشاء 3 معامل نفط جديدة، لتكرير 1.2 مليون برميل نفط يومياً، في حين كشف المدير التنفيذي للخدمات الهندسية في شركة أرامكو السعودية المهندس عمر بازهير أن المملكة ستستثمر 3.75 تريليونات ريال خلال ال5 السنوات المقبلة لتوفر المزيد من فرص العمل في صناعات تكرير النفط وتسويقه للمستثمرين الذين يرغبون بالمشاركة في هذه الثروة. وفي الوقت الذي تعد فيه الصين ثاني أكبر مستورد للنفط السعودي الذي يعد الأكثر إنتاجاً في العالم، توصل الطرفان في العاصمة الرياض أمس خلال فعاليات المنتدى السعودي الصيني الأول لتكرير البترول إلى إرساء قواعد شراكة قوية لتعزيز التعاون العلمي والبحثي في مجالات التقنية المتقدمة، والتي أتى على رأسها مشكلة وجود الكبريت في الوقود الخام، وتمكن التقنية الصينية حلولاً لإزالة الكبريت. المشرف على معهد بحوث البتروكيماويات منسق قطاع المواد وتقنية النانو في مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية رئيس اللجنة العلمية للمؤتمر الدكتور حامد المقرن، قال إن قدرات معمل تكرير البترول في المملكة تصل إلى قرابة 2.1 مليون برميل يومياً، ولزيادة هذه الطاقة تقوم المملكة حالياً ببناء ثلاثة معامل تكرير جديدة كل واحد منها قادر على تكرير 400 ألف برميل يومياً من الزيت الثقيل الخام. وبين المقرن أن برنامج تكرير البترول وتقنيات البتروكيماويات في المملكة صمم ليرفع تنمية صناعة تكرير البترول وتقنياته، حيث قامت مدينة الملك عبدالعزيز بالتعاون مع الجامعات المحلية والدولية لتنفيذ هذا البرنامج. وأشار إلى أن المدينة وقعت مؤخراً 5 مشروعات مع 4 مؤسسات صينية هي جامعة الصين للبترول والأكاديمية الصينية للعلوم وجامعة بكين للتقنيات الكيماوية وصندوق التقنية في كوانجو، مفيداً أن هذه المشروعات تركز على تنفيذ أبحاث مشتركة في عمليات تكرير البترول وتقنياتها. وأكد الدكتور المقرن، أن هناك تزايدا في الطلب العالمي على إزالة الكبريت وتنقية البترول الخام مما يتطلب مزيداً من التقنيات الجديدة المناسبة للتطبيق في المملكة والصين. من جهته أوضح رئيس مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية الدكتور محمد السويل، في مقر المدينة أمس، خلال فعاليات المنتدى أن المملكة تعد الأولى في إنتاج البترول، بينما تعد الصين ثاني أكبر دولة بالعالم من ناحية الطلب على الطاقة، مما يحفز لإقامة العديد من البحوث العلمية والتطبيقية المشتركة، خصوصاً في مجال تكرير البترول ومصادر الطاقة المتجددة وبعض المجالات ذات الاهتمام المشترك في مجال التقنية المتقدمة والتطوير العلمي، وهو ما ساهم في إرساء قواعد شراكة قوية بين المملكة والصين. وبين السويل أن المنتدى يبحث الفرص والتحديات والتطورات الحديثة في مجال تكرير البترول، إضافة إلى الابتكارات الحديثة في مجال المواد المحفزة لتكرير البترول والوقود النظيف التي ستساعد على تعزيز تنمية تقنية التكرير سواء على المستوى المحلي أو المستوى الدولي. وأضاف السويل أن المنتدى يأتي كإحدى ثمرات التعاون مع جامعة الصين للبترول التي تربطها مع المدينة علاقة متينة مبنية على مشروعات بحثية مشتركة، مبيناً أن مدينة الملك عبدالعزيز تتعاون مع جمهورية الصين ب5 مشروعات بحثية إستراتيجية في مجال تكرير البترول منها مشروعان مع جامعة الصين للبترول في مجال إزالة الكبريت من الوقود الخام. من جانبها نوهت رئيسة جامعة الصين للبترول البروفيسور شان هونقهونق بأن البترول هو عماد الصناعة الحديثة ولا يمكن أن تكون هناك صناعة دون بترول، لهذا نواجه اليوم ضغطاً غير مسبوق في تطوير التقنيات البتروكيماوية المتقدمة فيما يتعلق بتصنيع البترول الثقيل والمنتشرة في جميع أنحاء العالم. وأضافت شان، "أن المنتدى مهم لمناقشة مستقبل صناعة البترول والبتروكيماويات وتقنياتهما لإعادة تصميم عمليات صناعة البترول والتقنيات الخاصة به بطريقة أكثر كفاءة وصديقة للبيئة، وبهذه يمكن أن نحقق متطلبات التحدي لهذه الصناعة"، مبينة أن المنتدى سيعمل على تعزيز التعاون بين المملكة والصين. وبالعودة إلى المهندس بازهير، أكد أن صناعة تكرير النفط أصبحت قوة دافعة للابتكار منذ اكتشاف أول بئر للنفط قبل أكثر من 150 عامًا، مبيناً أن هذه الصناعة لعبت دورًا فعالاً في تطوير عمليات وتقنيات تحفيز جديدة بدءا من طرق تقطير البترول الأولية التي تقوم على التقطير بالأنابيب لفصل مكونات النفط الخام وامتدادًا إلى العمليات الحديثة والأكثر تقدمًا والتي حققت أقصى قدر من العمليات التحويلية للنفط وإنتاج البتروكيماويات. وأكد بازهير أنه في ظل التركيز المتزايد على البيئة أصبح الوقود النظيف مطلباً مُلحًا للمستثمرين الذين يرغبون في الاستمرار بصناعة النفط، مشيراً إلى أن استثمار المملكة في السنوات الخمس القادمة يوفر المزيد من فرص العمل في صناعات تكرير النفط وتسويقه للمستثمرين الذين يرغبون بالمشاركة في هذه الثروة.