لم يجد مدير “مشروع حفظ الأدب الشفاهي والطب الشعبي” في الباحة على البيضاني، تفسيرا واضحا لما وصفه ب”عزوف كثير من المثقفين والمهتمين” بالمنطقة عن المساهمة في المشروع والتطوع مع الفرق العاملة في المحافظات لتحقيق فكرة المشروع وأهدافه، لكنه في الوقت نفسه “ثمن” رعاية رجل الأعمال “محمد الفقاس” الذي تكفل برعاية المشروع وتكفله بدفع 400 ألف ريال موزعة على عدة مراحل . وأكد البيضاني (مدير فرع جمعية الثقافة والفنون بالباحة) في حديث خاص ل”الوطن”، أن فكرة المشروع قائمة على التطوع من أجل خدمة المنطقة في هذا المشروع “الذي سيحفظ تاريخ وثقافة الإنسان والمكان، ويتيح الكشف عن البنية العميقة للثقافة الشفهية في المجتمع وإرساء مدونة أساسية تكون مصدرا أصيلا للبحث العلمي”. وأضاف “تكمن أهمية المشروع في حفظ تاريخ المنطقة الذي سيتعرض للزوال إذا لم يتم حفظه بطرق علمية مدروسة وصحيحة” ، وأكد البيضاني أن التأخر في حفظ هذا التراث يشكل خسارة حقيقية لأن الذاكرة البشرية التي هي الأساس في حفظه معرّضة للمحو إما للوفاة أو المرض وغيرهما. ويتطلع البيضاني إلى أن تقوم جامعة الباحة بدورها في هذا الجانب في ظل ما تتمتع به من إمكانات بشرية متخصصة ومادية . وعن مشاركة المرأة في المشروع قال البيضاني “لا شك أن عدم مشاركتها يعدّ تعطيلا لنصف الذاكرة التي تحدثنا عنها سابقاً، إلا أن هناك عوائق تقف في الفترة الحالية أمام إشراكها ضمن الفرق العاملة “، مرجعاً ذلك إلى أن المشروع يقوم على التطوع “مما قد يجلب معارضة كثير من الأسر، فهي تحتاج وسيلة تنقل وقضاء وقت طويل خارج المنازل”، لكنه يستدرك (ذلك لا يمنع من التواصل مع من ترغب بحسب استطاعتها وبالوسائل التي تراها مناسبة من أجل خدمة هذا المشروع الذي لا يكتمل إلا بوجود المرأة به”. ويشير إلى أنه يأمل أن تكون هناك مراحل أخرى، حيث يتم حالياً التركيز على فترة 30 عاما الماضية أي من تاريخ 1405ه داعياً جميع المهتمين بالموروث والطب الشعبي والأدب الشفهي للإسهام والتفاعل مع المشروع من خلال التواصل مع الفرع وإرسال أسمائهم خصوصاً من كبار السن الذين لديهم الكثير من المواد والمعلومات حتى يتم إعداد قاعدة بيانات بأسمائهم وعناوينهم للتواصل معهم من أجل الإعداد لهذا المشروع وإنجاحه أو تسجيل صوتي أو مرئي أو صورة قديمة، مشيراً إلى أن المشروع يحظى باهتمام من أمير المنطقة الأمير مشاري بن سعود، ووكيله الدكتور حامد الشمري رئيس اللجنة الإشرافية للمشروع. فيما كشف أمين المشروع عبدالرحمن البيضاني أنه تم تسجيل أكثر من 126 ساعة صوتا وصورة لأكثر من 76 شخصية من كبار السن في الأدب الشفهي والطب الشعبي، تشمل التراث الشفهي إلى جانب وصف أداء الفنون الشعبية والألعاب التراثية، وأسماء النباتات واستخداماتها الطبية، وأزمنة الزراعة والنجوم، إضافة إلى أسماء بعض الحيوانات والطيور التي اشتهرت بها المنطقة، والأدوات، والأطعمة والمشروبات، والحياة الاجتماعية والزراعية في المنطقة والطب الشعبي تم إنتاج 60ساعة وتنزيلها على موقع المشروع على الإنترنت (albaha-sh.cc ) ، مشيراً إلى أنه يمكن الاطلاع عليها حيث بدء العمل التجريبي للموقع، وموضحاً أن المشروع يضم أكثر من 70 متطوعاً من 9 محافظات و37 مركزا تابعة لإمارة المنطقة. وأضاف أنه يوجد أستديو إنتاج بمقر المشروع بالجمعية يعمل فيه فريق التصوير والمونتاج الذي يضم مجموعة من شباب الباحة المتميزين في هذا المجال، مشيراً إلى أهمية تعدد وسائل التواصل بين اللجان والأعضاء.