اتهمت أسرة فتاة تدعى أحلام العقيلي" 16 عاما" في شكوى لوزير الصحة مستشفى عفيف العام بالتسبب في وفاة ابنتهم في ظروف غامضة قبل 4 أيام، فيما أعلنت إدارة المستشفى عن تشكيل لجنة طبية للبحث عن أسباب الوفاة ورفع تقريرها إلى وزارة الصحة. واتهم ذوو الفتاة المستشفى بالتكتم على أسباب وفاتها، وادعوا أنها لم تلق العناية الطبية اللازمة أثناء وجودها بالمستشفى طيلة 4 أيام، فضلاً عن التلكؤ في إجراءات نقلها المُوَافق عليها من قبل مستشفى الحبيب بالرياض عبر سيارات الإسعاف لأكثر من 12 ساعة حتى توفاها الله مساء الأربعاء 18 من ذي الحجة الجاري. ويقول عم الفتاة حمود بن مشعان العقيلي: إن ابنتهم أحلام تقطن في قرية صغيرة بالقرب من محافظة مهد الذهب نحو 180 كم شمال غرب عفيف وكانت تعاني من روماتيزم القلب والكوليسترول المزمن منذ خمس سنوات، و شعرت قبل نحو أسبوع بضيق شديد في التنفس، فأدخلت مستشفى مهد الذهب صباح الأحد الموافق 15 ذي الحجة، وأشارت المستشفى إلى وجود ماء بالرئة وتضخم في القلب. وتم نقلها لمستشفى عفيف العام في الثالثة والنصف من مساء اليوم نفسه، وأفاد الطبيب العام في الطوارىء بأن حالتها مستقرة وسيتم تنويمها 3 أيام لأخذ المضادات الحيوية اللازمة مع ضرورة الكشف عليها بواسطة طبيب مختص بأمراض القلب. وانتظرت العائلة خمس ساعات كاملة طبيب القلب حتى حضر ليؤكد أن "أحلام" تعاني من تضخم بالقلب وروماتيزم، ولكن لا مانع من مواصلة علاجها لدي طبيب أمراض الصدرية. ويواصل العقيلي حديثه ويضيف أنهم تلقوا اتصالاً هاتفياً بعد منتصف الليل من قبل المستشفى بعد تنويمها بيومين، وجرى إبلاغهم أن "أحلام" عانت من نقص حاد في الأكسجين وأدخلت العناية الفائقة، مما دفع والدها للمطالبة بمخاطبة المستشفيات التخصصية في الرياض لنقلها، وجاء الرد الأول من مستشفى الحبيب بالقبول عند الساعة السابعة صباحاً، وحينها طلبوا من الطبيب المسؤول عن حالتها سرعة إنهاء إجراءات نقلها. وأضاف العقيلي أن الطبيب أبلغهم أن حالة أحلام مستقرة وأنها تعاني من التهاب حاد في الصدر وأن سيارة الإسعاف الوحيدة المتوفر بها جهاز التنفس الصناعي الضروري لحالتها ستغادر بعد ساعات إلى الرياض لنقل مريضة أخرى حالتها أشد خطورة من "أحلام". وتابع عندها راجعنا مدير المستشفى شاهر الدلبحي ومساعده، فأبلغنا المدير أن المستشفى لديها سيارة إسعاف أخرى وسيتخذ الإجراءات اللازمة حيال نقلها.. وبعد عدة مداولات بيننا وبين مدير المستشفى والطبيب المعالج حول توفر سيارة الإسعاف وصلنا إلى قناعة من عدم جدوى تلك المحاولات وأن علينا الانتظار حتى عودة سيارة الإسعاف المتوجهة إلى الرياض، وانتظرنا حتى وافتها المنية عند الساعة التاسعة مساء من اليوم نفسه. وقال شقيق الفتاة ثابت بن محمد إن أحلام كانت ترفض مراراً "الحقنة" التي كانت تعطى لها من قِبل الممرضات مؤكدة أنها تزيد من الألم داخلها وتكتم أنفاسها، مشيراً إلى أن إحدى المرافقات لها في نفس الغرفة ذكرت بعد وفاتها أن حالتها الصحية انتكست مباشرة بعد أخذ "الحقنة" وأدخلت على الفور إلى العناية الفائقة. وتابع: قبل وفاتها بنحو 3 ساعات قام أحد الأطباء بالعناية الفائقة بوضع أنبوب يمر من فمها للتنفس الأمر الذي أدى إلى ارتفاع درجة حرارتها بعد ذلك مباشرة وسط تكتم شديد على تشخيص حالتها حتى وافتها المنية. ويشير شقيق الفتاة إلى أن طبيب الأمراض الصدرية المُتابع لحالتها كان يُطمئنهم طوال الوقت على حالتها، وأنه ليس هناك ما يدعو للقلق وأن الطبيب ذكر أنه يخلي مسؤوليته عندما أدخلت "أحلام" للعناية الفائقة، إضافة إلى أنه طلب هو وأقرباؤه تقريراً بعد الوفاة يوضح مسببات ذلك إلا أنهم لم يحصلوا عليه. وطالب ذوو المتوفاة الجهات المسؤولة بالتدخل لكشف الأسباب التي أودت بحياة "أحلام" ومحاسبة المقصرين. و في المقابل علّق مدير مستشفى عفيف العام الأخصائي شاهر الدلبحي في اتصال هاتفي ل "الوطن" على شكوى ذوي المتوفاة بأنه كان متابعاً لحالة أحلام منذ بدايتها وأنها كانت تعاني من أمراض مزمنة في القلب وماء في الرئة، وأنه أبدى تعاوناً من الحالة بشأن نقلها، إلا أن الأجل لم يمهلها - حسب قوله-. وأكد الدلبحي أن إدارته شكلت لجنة طبية داخل المستشفى لدراسة أسباب الوفاة، وأن نتائجها ستتضح خلال اليومين المقبلين، لترفع للجهات العليا في وزارة الصحة.