عوامل مشتركة دفعت بعدد كبير من المذيعين، والصحفيين، والمراسلين المصريين العاملين بقناة "الجزيرة" القطرية، إلى تقديم استقالاتهم، وكشفت المستور داخل القناة. من هذه العوامل، عدم حيادية القناة، وقيامها بشكل مخطط ببث الفتنة بين المواطنين، ومخالفاتها المهنية ببث أخبار ولقطات مزيفة، وتوجيه العاملين بها لعرض أي أخبار وحوارات وصور لصالح تنظيم الإخوان، وانتقاء رسائل نصية توضح ضخامة مؤيدي الرئيس المعزول محمد مرسي خلافا للواقع، واستضافة شخصيات محددة معارضة لثورة يونيو، وتلقين العاملين لإذاعة كلام بعينه على الهواء مباشرة. وبلغ عدد المصريين الذي استقالوا من القناة بعد ثورة 30 يونيو، التي أطاحت بحكم الإخوان 21، منهم أربعة من المذيعين والمذيعات، و11 مراسلا ومراسلة، وستة صحفيين يعملون في الموقع الإلكتروني للقناة. آخر المستقيلين كانت المذيعة نوران سلام، التي استقالت قبل يومين، احتجاجا على السياسة التي تنتهجها القناة في تغطيتها للأحداث في مصر، وهو نفس السبب الذي دفع زملاءها لتقديم استقالاتهم. وسام فاضل، مراسل "الجزيرة" في "الأقصر"، كان أول المستقيلين في الأسبوع الأول من شهر يوليو الماضي، وذلك بعد اكتشافه أن القناة تزيف المشهد في "محافظته"، فبينما كانت الشوارع في الواقع خالية من أي تظاهرات مؤيدة للإخوان، بثت القناة صورا لمظاهرات قديمة، ووضعت على الشاشة عبارة "بث مباشر من الأقصر". الموقع الإلكتروني للقناة شهد أيضا استقالات، إذ استقال ستة صحفيين دفعة واحدة، ومنهم ولاء الصاوي، التي قالت إن "الجزيرة تقدم أخبارا وصورا مزيفة، وكذلك الموقع الإلكتروني، الذي لا تدخر إدارته جهدا في تشويه ثورة 30 يونيو، والجيش المصري". وتقول المذيعة منى سلمان، التي استقالت من القناة، وانتقلت لتقديم برنامج خاص في قناة "دريم" إن "إدارة الجزيرة في قطر كانت تعطي توجيهات يومية لكل العاملين بها، لبث أخبار ومواد وحوارات لصالح تنظيم "الإخوان"، وهو أمر يتعارض مع الأمانة الإعلامية". وامتد الأمر إلى مذيعين كبار، كانوا لسنوات طويلة أساسيين على شاشة "الجزيرة مباشر"، وفي مقدمتهم الإعلامي كارم محمود، الذي أعلن استقالته بعد ساعات من طرد طاقم القناة من مؤتمر إعلامي عقدته القوات المسلحة عصر يوم "واقعة الحرس الجمهوري". وبعد دقائق من رحيل "كارم"، أعلنت المذيعة فاطمة نبيل استقالتها من "الجزيرة مباشر مصر"، لانحيازها إلى صف الإسلام السياسي، وكشفت أن الرسائل النصية التي تبثها القناة يتم انتقاؤها لإبراز ضخامة مؤيدي الرئيس المعزول محمد مرسي عكس الواقع. وأجمع كل الذين استقالوا من "الجزيرة" على أنهم تركوا الدولارات التي كانوا يتقاضونها، وتمسكوا أولا بالمهنية، وثانيا انتصروا لإرادة الشرعية الشعبية، التي أيدتها القوات المسلحة، بعزل الرئيس محمد مرسي عن سدة الحكم. يذكر أن محكمة القضاء الإداري قد حكمت الشهر الماضي بوقف بث قناة "الجزيرة" من مصر، بتهمة إثارة الفتنة داخل البلاد.