توجه الرئيس السوداني عمر حسن البشير، على رأس وفد رفيع المستوى ضم 50 شخصاً في زيارة إلى دولة الجنوب للقاء نظيره الجنوبي سلفاكير ميارديت، في ثاني زيارة له إلى جوبا منذ انفصال الدولة الجنوبية في يوليو2011. وانخرط الرئيسان عقب انتهاء مراسم الاستقبال في محادثات ثنائية لمناقشة فتح المعابر الحدودية بين البلدين بعد تحديد النقطة الصفرية الحدودية وإنشاء منطقة عازلة في الجانبين. كما ناقشا أهمية تكوين مجلس إداري وتشريعي لمنطقة أبيي الحدودية المتنازع عليها، التي شهدت عدة اشتباكات بين قوات البلدين. كما بحثا قرارات الاتحاد الأفريقي ذات الصلة بالجانبين، إلى جانب ملفات تتعلق بالتبادل التجاري والاقتصادي وحركة البترول والقضايا الأمنية. من جانبهم، دخل وزراء البلدين في اجتماعات لبحث القضايا المشتركة كل في مجاله. حيث عقد وزراء القطاع الاقتصادي اجتماعاً بالقصر الرئاسي، لبحث اتفاق التعاون المشترك وقضايا القطاع الاقتصادي، في إطار مصفوفة اتفاق التعاون بين الخرطوموجوبا. ورحّب رئيس اتحاد نقابات جنوب السودان سايمون دينق جاك، بزيارة البشير لجوبا، ووصفها بأنها مهمة وتأتي في إطار تعزيز التعاون الثنائي، مشيراً إلى أن الزيارة وجدت ترحيباً واسعاً من كل شعب الجنوب. وأضاف في تصريحات صحفية أن الشعبين في تواصل لم ينقطع حتى بعد الانفصال. مؤكداً أهمية التعاون لتبادل المصالح بين الدولتين لدفع العلاقات نحو التميز. وأشار سايمون إلى اهتمامهم بتنفيذ اتفاق التعاون الموقع بين اتحادي نقابات العمال، وتعزيزه وتطويره لجهة دعم العلاقات الثنائية المشتركة لمصلحة شعبي البلدين. وتأتي قضية أبيي على رأس القضايا التي ينتظر أن يناقشها الرئيسان، حيث اتفق على إرجاء الاستفتاء الخاص بها لتحديد تبعيتها للشمال أو الجنوب، وذلك بعد وساطة قام بها الاتحاد الأفريقي. إلا أن زعماء قبيلة دينكا نقوك الموالية بشدة لجنوب السودان قرروا إجراء الاستفتاء من جانب واحد الأسبوع المقبل لتحديد مصير المنطقة. وهو ما ينذر بتصعيد الأمور بين الطرفين من جديد.