استشهد صباح أمس، القائد الميداني للمنطقة الجنوبية الشرقية في حوران، المقدم الركن ياسر العبود، وذلك باستهدافه مباشرة بقذيفة أطلقتها إحدى دبابات كتائب الأسد، حيث استشهد هو وأحد رفاقه، وهو يقود معركة توحيد الصفوف التي بدأتها كتائب الثوار منذ شهرين؛ لتحرير ما تبقى من الحواجز المسلحة التي ينشرها النظام في منطقة حوران. وكان العبود يقود معركة تحرير الثكنة العسكرية التي يحتمي بها جنود النظام في قرية "طفس" الواقعة على بعد 15 كلم شمال غرب مدينة درعا، وتعدّ خطا أماميا يقيم عليه النظام حاجزين عسكريين رئيسيين، هما حاجز أبو راشد، وحاجز خط أنابيب النفط الممتد من المملكة العربية السعودية إلى طرابلس بلبنان، الذي توقف عن العمل منذ استيلاء حزب البعث على السلطة في سورية. وكانت طلائع مقاتلي الثورة قد هاجموا فجر أمس الحاجز الذي يطل على الطريق القديم الواصل بين مدينة درعا والعاصمة السورية دمشق، الذي يستخدمه النظام لتمرير الإمدادات لقواته المحاصرة في مدينة درعا وريفها. وكانت "الوطن" على اتصال مستمر مع المقدم العبود، إذ أجرت معه عدة حوارات عن سير المعارك في منطقة حوران، وكان آخر اتصال قبل 10 أيام، تحدث خلاله الفقيد عن فشل الائتلاف الوطني في توفير الأسلحة المناسبة لتحرير ما تبقى من منطقة حوران، وذكر في حديثه أن هناك تعاونا بين الجيش الحر والكتائب الثورية المستقلة، بهدف ضمها توحيدها لإطلاق معركة واسعة ضد قوات الأسد في المنطقة لتحريرها والتقدم باتجاه دمشق. وفي حديثه ذاك رفض العبود أفكارا طرحت على المجلس العسكري في حوران للبدء في عملية تصفية كتائب مسلحة غير منضوية تحت لواء الجيش السوري الحر وقال "ليس لنا أعداء اليوم إلا النظام وجيشه والميليشيات الأجنبية المتعاونة معه، التي تقوم بتدمير البيوت فوق رؤوس السكان المدنيين". كما انتقد أداء الائتلاف الوطني، وقال إن لواء الفلوجة وبقية فصائل الجيش السوري الحر غير معنية بالمفاوضات التي ستجري في جنيف2، ولن ينصاع في أوامره إلا للمقاتلين على الأرض، وأن العملية السياسية برمتها لا تعنيهم في شيء. ويعدّ العبود من أوائل العسكريين الذين انشقوا عن النظام في منطقة حوران، وانضم إلى الجيش الحر في شهر فبراير من العام الماضي 2012، إذ قاد وحدة مقاتلة من الثوار لتحرير المنطقة الجنوبية من جيش النظام، وتسلم بعدها قيادة لواء فلوجة حوران، الذي يعدّ أحد أهم أجنحة الجيش السوري الحر في المنطقة الجنوبية. هذا وقد شيع جثمان الشهيد بعد الصلاة عليه في قريته "النعيّْمةْ" المحاذية لمدينة درعا بعد ظهر يوم أمس، بحضور بعض أفراد أسرته وقادة الوحدات العسكرية التابعة للجيش الحر وأعضاء في المجلس العسكري للمنطقة الجنوبية. على الصعيد الميداني، شن الطيران الحربي للنظام غارات جوية مكثفة على عدة مدن ومناطق في ريف دمشق وسط عمليات نزوح للأهالي جراء القصف، وذلك بعد يومين من سيطرة قوات المعارضة على حاجز تاميكو، أحد أكبر حواجز قوات النظام بالغوطة الشرقية والمدخل الرئيس باتجاه دمشق. وقالت شبكة شام إن طائرات النظام أغارت على المنطقة، تزامنا مع قصف مدفعي وصاروخي عنيفين على مدن وبلدات المليحة ومعضمية الشام وداريا وعلى عدة مناطق بالغوطة الشرقية في ريف دمشق. كما قصفت قوات النظام مدينتي داريا وجسرين في المنطقة نفسها. وفي العاصمة دمشق، تعرض حي برزة إلى قصف مماثل بالمدفعية الثقيلة، وسط اشتباكات ميدانية بين أفراد الجيش الحر والقوات النظامية. أما محافظة درعا، فقد تعرضت بدورها إلى قصف عنيف براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة، شمل أحياء طريق السد وأحياء درعا البلد، وأفادت شبكة شام بوقوع اشتباكات في حي المنشية بدرعا البلد بين الجيش الحر وقوات النظام.