قطع وزير الخارجية الأميركي جون كيري بحتمية رحيل الرئيس السوري بشار الأسد عن السلطة، مشيراً إلى أن تعاونه مع المجموعة الدولية لتسليم المخزون الكيماوي لبلاده لن يساعده على البقاءبعد مؤتمر جنيف 2، مشدداً على أن ذلك لا يعني أيضاً أن الأسد قد استعاد أي شرعية. وأضاف أمس خلال المؤتمر الصحفي اليومي الذي تعقده وزارته "الإشادة السابقة بتعاونه مع خبراء منظمة حظر الأسلحة الكيماوية لا تعني أنه استعاد شرعيته التي فقدها عندما بدأ في قتل مواطنيه، فقد استنفد أغراضه ولم يعد نظامه قوة متماسكة قادرة على جمع الناس. كما أنه لا يزال مستمراً في حملته العسكرية التي تحصد المئات يومياً". وألمح كيري أمس إلى احتمال نقل الأسلحة الكيماوية السورية خارج البلد لتدميرها بأمان، بينما أبدت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية ثقتها في تدمير المخزون السوري في الآجال المحددة. وقال كيري في مقابلة مع الإذاعة الوطنية العامة (إن بي آر) إنه يأمل أن ينقل معظم المخزون الكيماوي بأسرع ما يمكن إلى موقع واحد، على أن يُشحن بعد ذلك على متن سفينة لتدميره بشكل آمن. في غضون ذلك، بادرت روسيا إلى توجيه انتقاد مبطن لدمشق وأعلنت وزارة خارجيتها على لسان المتحدث الرسمي باسمها ألكسندر لوكاشيفيتش أن تحديد موعد عقد مؤتمر "جنيف -2" من اختصاص الأمين العام للأمم المتحدة وليس المسؤولين السوريين. وأضاف في مؤتمر صحفي عقده في وقت متأخر ليل أول من أمس "الأهم في الأمر ليس تحديد موعد عقد هذا المؤتمر الدولي وإنما التحضير له، ولا بد من ضمان تمثيل المعارضة السورية في المؤتمر". وكان المسؤول الروسي قد تعمد الرد في المؤتمر الصحفي على ما ذكره نائب رئيس الوزراء السوري قدري جميل الذي أعلن في موسكو أن بلاده توصلت إلى اتفاق مع روسيا يقضي بعقد المؤتمر خلال الفترة من 23 – 24 نوفمبر المقبل. وقال "تطرقنا خلال المباحثات إلى الآجال التي ما زالت افتراضية ويمكن أن ينعقد فيها المؤتمر". وأشار لوكاشيفيتش إلى أن فكرة توحيد المعارضة السورية في إطار الائتلاف الوطني المعارض "تلاشت تقريباً، مضيفاً أن الائتلاف الوطني ليس موحداً ويضم جماعات بمواقف مختلفة. وهو ذات الموقف الذي عبر عنه نائب الرئيس السوري الذي اعتبر أن حصر واحتكار تمثيل المعارضة من قبل طرف واحد "لا يعكس الواقع السوري، ولا يخدم الغاية والظروف الضرورية للوصول إلى حل للأزمة. وتابع "المعارضة بشكلها الحالي تعكس صورة سورية المقبلة، ومن يريد أن يجعل المعارضة أحادية، يريد إبقاء بلادنا حبيسة النمط السياسي السابق". وهو ما اعتبره محللون سياسيون محاولة لإضعاف المعارضة وتشتيت كلمتها، وتعميق الخلافات بين فصائلها المختلفة. وقال المحلل السياسي مايكل بوجارت ل "الوطن" "دمشق تقف وراء خلافات المعارضة وتغذيها بكل ما يضمن استمرارها، وهذا موقف متوقع لأن في ضعف الثوار قوة لها. وهي تجتهد لتمثيل المعارضة بعدة وفود في المؤتمر حتى توحي للعالم بعدم جديتها، وإظهارها بمظهر غير لائق، حتى يقل حماس المجتمع الدولي لدعمها. ومن ثم تنقض عليها". وأضاف "العالم لا يعترف سوى بالائتلاف الوطني، وعلى القادة أن يجتهدوا لإزالة الخلافات التي تعصف بقادة المعارضة، وتوحيدها تحت لوائه، شريطة استبعاد الكيانات المتطرفة حتى تتمتع بثقة الآخرين فيها". في سياق متصل، أعلن الائتلاف الوطني المعارض تلقيه دعوة لحضور لقاء مجموعة "أصدقاء سورية" الثلاثاء القادم في لندن، بهدف بحث التحضيرات لمؤتمر جنيف2. وقال منذر اقبيق مستشار شؤون الرئاسة في مكتب رئيس الائتلاف أحمد الجربا، "تلقينا دعوة رسمية من الخارجية البريطانية للمشاركة في الاجتماع الذي سيعقد على مستوى وزراء الخارجية، وسيكون العنوان الأبرز للاجتماع رؤية هذه الدول للمؤتمر وما يجب أن يتمخض عنه"، مشدِّداً على أن هدف المؤتمر ينبغي أن يكون إيجاد عملية انتقالية، وأن يكون هناك كيان جديد في السلطة.