لا يخطر على بال بشر في الكرة الأرضية، أن يعدّ نقل "الخبز" إلى من يعانون الجوع جرما يحاكم عليه القانون، لكن عندما تكون هذه الحالة على الأراضي السورية فالكل سيقتنع. حاج سوري "ثلاثيني" مقيم في المملكة، اختار أن يحج هذا العام عن أخيه ذي ال43 عاما، الذي اُعتقل وقتل من قبل النظام السوري بتهمة نقل "الخبز" للمجاهدين. وأوضح السوري "سليم" أن أخاه اُعتقل في شهر يونيو من هذا العام، وأُخذ من بين زوجته وأطفاله الأربعة، مضيفا "أخذوه لفرع المخابرات 215.. هذا الفرع سيئ الصيت، ونحن لا نستطيع السؤال عنه ما دام موجودا في هذا الفرع، إنه مكان الموت وحتى المارين من أمام هذا الفرع ربما يتعرضون لخطر الموت برصاص أفراده". وقال سليم: بعد قرابة ال4 أشهر من السؤال عن فقيدنا، علمنا في العاشر من أكتوبر الجاري، أنه استشهد من آثار التعذيب في نفس الفرع 215، وكان قد توفي بعد 8 أيام من اعتقاله، "وكنا نسأل ويقولون هو موجود في هذا الفرع، لكن تبين لنا أن هذا كله كذب، وأنه استشهد بسبب التعذيب، ولم نستطع استلام جثته أو إخبارنا عن موقعه". ولم يكن لسليم خيارات كثيرة أمام حجب هذا الخبر المؤسف عن أسماع والدته التي ترافقه في الحج، إلا أنه استقبلها بتأشيرة زيارة ليشغلها بأداء مناسك الحج والدعاء لأبنائها، وحتى لا تكثر من السؤال عن جثته، في الوقت الذي لا يملك فيه جوابا شافيا، لافتا أن والدته تعاني من أمراض الضغط والسكر. وأوضح سليم، أن الشهيد موظف مدني خدم سورية 27 عاما، إلا أنه وبعد غياب 15 يوما عن العمل فصل، ولم يستفد أبناؤه من نهاية الخدمة التي من المفترض أن تصرف لهم، فهم مشردون في بلاد الشام، يمطرهم الأسد رصاصا، ويلتحفون حطام منازل السوريين.