يقولون "تدلل يا بحر جدة ترى الأشواق غلابة"، فمنذ صباح أول أيام عيد الأضحى المبارك، لا يسعك إلا أن تصف إقبال الجداويين على كورنيشهم "الأوسط والشمالي"، بأنه "كرنفال فرح صبّاحي"، يجمع بين استمتاعهم بالعيد والبحر في ذات الوقت. هنا العائلات وجدت فسحة كبيرة في "عيد الأضحى"، في كورنيشها، منهم من افترش مع أفراد أسرته ليتناولوا "فطورهم الصباحي"، وآخرون فضلوا الإفطار في المطاعم الشعبية المنتشرة في أجزاء مختلفة بالكورنيش، فيما فضل البعض اللعب مع أطفالهم في الأماكن التي خصصت من أجل ذلك على طول كورنيشي جدة. "متعة صيد الأسماك"، كانت ملمحاً آخر يمكن الحديث عنه بشكل تفصيلي، بل يمكن القول إنه كان الأكثر إبرازاً في احتفال الجداويين بالعيد، فمبيعات الصيد الأولية التي أقبل عليها الكبار والصغار، الرجال والنساء، للاستمتاع بمقتضيات عيدهم، شهدت انتعاشا كبيرا، بل تحول الأمر في بعض الأحيان إلى ما يمكن تسميته ب"أكاديمية تعلم الصيد"، حيث كان هناك بعض المحترفين في هواية الصيد، يعلمون المبتدئين أو الذين يصيدون لتمضية وقت سعيد مع أقرانهم وأهاليهم في أجواء عيد الأضحى. ابتسامات وفرحة العيد بين المصطافين في الكورنيش، لم تنعكس فقط على من يعولونهم، بل أضحت علامات تصدير جداوية على عاملي النظافة المنتشرين على طول كورنيشي العروس، الذين بادلهم البعض بهدايا العيد من كروت اتصال خاصة بهواتفهم، و"عيدية" مالية كتقدير لهم وإدخال فرحة العيد على نفوسهم. لم يعد كورنيشا جدة عبارة عن مكان يقضي فيه الجداويون فرحتهم، بل أصبح يمثل لهم أعمق من ذلك، فهو "ثقافة فرح" بامتياز، يرون فيها تطور مدينتهم بشكل ملموس ودراماتيكي سريع، أو كما قال أحدهم "على شاطئ بحر جدة خذاني حسي الوافي *** بعيد اشوي عن العالم مع الموجه على مدة".