حاول "محمد" الإقلاع عن التدخين مرارا، وجرب عدة طرق، ولكنه كان يفشل، ويعود إلى هذه العادة السيئة، "محمد" سمع عن "السيجارة الإلكترونية" وفعاليتها في المساعدة على الإقلاع عن التدخين، ونظرا لمنع بيعها في المملكة، كلف صديقا له مقيما بالخارج لإحضار بعضها. يقول "استخدمت هذه السيجارة لمدة شهر، ولكن معدل التدخين لم يقل، واكتشفت أنني وقعت ضحية شركات التسويق التي استغلت رغبة الكثيرين في التخلص من التدخين". أما "عبد العزيز" فقد اشترى كمية من هذه السجائر من موقع إلكتروني، عن هذه التجرية، يقول "استخدمتها في البداية رغبة في الإقلاع عن السجائر، ولكن بدلا من الإقلاع عنها تعودت عليها، وبالتدريج أصبحت مثل الجوال والساعة، وبت أحملها دائما لشكلها المميز الذي يمكن أن يكون موضة". ويؤكد محمد العنزي أن "بعض الصيدليات تبيع هذه السجائر على أنها وسيلة تساعد على الإقلاع عن التدخين، مستغلين جهل بعض المستهلكين، الأمر الذي يساهم في انتشارها، حيث لا تدشن حملات التوعية إلا مرة بالسنة، وتكون بعيدة عن الفئة المستهدفة "المدخنون". وأضاف أن "على وزارة الصحة تكثيف التوعية في المدارس والجامعات، بطرق حديثة متفاعلة، كالمسرحيات، فالتوعية بالكلام لا تكفي، وتصيب الحضور بالملل، والوسائل الحديثة تثمر أكثر". ويرى سعد البلوي أن انتشار السجائر الإلكترونية يعود لشكلها الأنيق، وألوانها المتعددة؛ كما أن بعض التجار يضيف لها عدة نكهات من الرمان، والنعناع وغيرهما، كمن يضع السم بالعسل، ليجني الأرباح بشكل أكبر متجاهلاً صحة الشباب"، مشيرا إلى أنها تحتوي أيضا على نيكوتين يعادل الكمية الموجودة في 15 سيجارة عادية. ويقول صلاح الشمري إن "عدم ترجمة قرار منع دخول السجائر الإلكترونية للمملكة، ساعد بشكل ملحوظ على انتشارها، فكثير من المسافرين يدخلونها بسهولة، إضافة إلى أن بعض المواقع تبيعها عبر البريد". وأكدت خطورة هذه السجائر على الطفل عند عبثه بها، حيث يمكن أن تسبب الوفاة، كما يمكن أن تضر مستخدمها عند ارتفاع حرارة الشاحن، فقد تنفجر به، واستشهد بالحادثة التي وقعت في أميركا مؤخرا، عند انفجار إحداها في وجه مدخنها، فأحرقت فمه ولسانه، وأسقطت أسنانه". من جهته، قال المتحدث الإعلامي لمركز "صفاء" لمكافحة التدخين الدكتور فهد الحربي، "تضاربت الأقوال والدراسات حول فعالية "السيجارة الإلكترونية"، ولكن رغم أنها تحمل مواد سامة أقل بكثير من التقليدية، إلا أنها تشبع العادة السلوكية لدى المدخن، وهذا هو الخطر الحقيقي، لأن التدخين أساسا عادة، مشيرا إلى أنهم في المركز يعدون دراسة للتأكد من فعالية "السيجارة الإلكترونية" في الإقلاع عن التدخين. ومن ناحية أخرى، يرى المتحدث الرسمي للجمعية الخيرية لمكافحة التدخين "نقاء" الدكتور سليمان الصبي أن هذه السجائر جزء من تحايل شركات التبغ، ونفى ما تردد من أن الإلكترونية تحتوي على نسبة قليلة من النيكوتين والقطران، مؤكدا أن الأنبوب الموجود داخلها يحتوي على نسبة أكبر من النيكوتين الموجود بالسيجارة العادية، وبالتالي يستهلك المدخن منه كمية كبيرة، وتكون فرصة إدمانه أكبر"، مشيرا إلى أن تجربة جمعية "نقاء" أكدت أنها غير صحية، ولا تساعد في الإقلاع عن التدخين. وحول الدراسات التي تتحدث عن فوائد هذا النوع من السجائر، قال الصبي إن "شركات التبغ تتحايل، وترشي بعض الباحثين، سواء أطباء أو غيرهم للخروج بمثل هذه التصريحات التي تكون لصالحهم، فإذا لم تكن الدراسة موثقة وصادرة من جهة حكومية رسمية، أو منظمة صحية معترف بها بمجلس التعاون الخليجي، أو وزارة الصحة، أو منظمة الصحة العالمية سواء بالشرق الأوسط أو غيرها فلا نصدقها". وأضاف أن "وزارة الصحة السعودية تمنع دخولها، ولكن للأسف يتم تهريبها عبر بعض المسافرين القادمين من الخارج بوسائل النقل العام أو الطيران".