بين ممراته وفي أي ركن تحط عيناك داخل سوق التمور بمحافظة المجمعة، تجد أثرا لتنظيم بدأ في التلاشي، في مشهد يعكس تحول مهرجان سوق التمور إلى حراج بدائي، أجبر الكثيرين من أهالي المحافظة لهجرته والبحث عن أسواق بديلة في مدن مجاورة كبريدة وعنيزة اللتين ما زالتا تحافظان على صدارتهما في تنظيم مهرجانات التمور في المملكة. ولم يستغرب المزارعون أو المواطنون على حد سواء من الوضع الذي آل إليه حال سوق التمور بمحافظة المجمعة بعد أن كانت تعرف ببلد المليون نخلة، وبات السوق يتدهور عاماً بعد عام بسبب سوء الاستعداد والإهمال الذي يلقاه السوق في كل موسم في هذه المدينة التي لا تزال تبحث من اسمها على نصيب في مواسم سوق التمور على مستوى المملكة. والقاصد لسوق التمور بالمجمعة عادة ما يعود خالي اليدين دون أن يقضي حاجته إما لقلة العرض وصغر حجم السوق أو بسبب الإهمال الذي يطاله، بعد أن بات الموسم عبارة عن زاوية من زوايا سوق الخضار بدلا من أن يكون له سوق مستقل وهو ما قلص مساحته وأعرض عنه مرتادوه ليصل بهم الحال إلى درجة غير معقولة من الكم والعدد. ويبدو أن المزارعين اعتادوا أن يقابلهم سوقهم بفشل ذريع في كيفية عرض منتجاتهم وضعف تسويقها في كل عام بدءا من سوء استعداد البلدية لفعاليات سوق التمور الذي يقام بشكل سنوي، ولكن على استحياء كما هو هذا العام، حيث جاء مخيبا للآمال ودون المستوى المأمول ومتأخراً بسبب تخاذل الجهات المختصة في المشاركة في فعالياته. وجاء الإعلان عن بدء سوق التمور لهذا العام متأخرا وذلك بعد أسبوع من انطلاق فعالياته ليقتصر على حراج لمدة ساعة واحدة في الليل كإشارة استدل بها الجميع لضعفه، وانحصر الإعلان في لوحتين لا تتجاوز أطوالهما مترين مربعين لتحكيا عن حقائق مؤلمة يعاني منها السوق في بلد كان ولا يزال يطلق عليه اسم بلد المليون نخلة، وذلك بعد أن تدنت حركة البيع والشراء إلى مستوى لا يحقق طموح المزارعين ولا حاجة المستهلكين الذين باتوا يقصدون مدنا مجاورة كبريدة وعنيزة بحثا عن التمور المتوفرة بشكل أفضل. الاعتراف بضعف السوق هذا العام وعدم الاستعداد له جاء على لسان رئيس المجلس البلدي عبدالرحمن الربيعة الذي قال ل"الوطن" إن السوق ضعيف معللا ذلك بأنه لم يحظ بالإعداد المسبق له، وأن التأخر في الإعلان أسهم في ذلك أيضا، وتابع: تأخرنا في الاستعداد الصحيح والمسبق للسوق كأخذ الموافقات من قبل هيئة السياحة وغيرها، مما جعلنا نحول المهرجان إلى حراج كي نستدرك الوقت للمزارعين لتسويق تمورهم. وبرر الربيعة سبب تأخر الإعلان عن بدء فعاليات سوق التمور إلى تأخر طباعة المواد، وأن المهرجان اكتفى بوضع لوحتين إرشاديتين في موقعين مختلفين، بالإضافة إلى الإعلان عنه برسائل جوال محلي. وفي سؤال ل"الوطن" حول مخاطبة الجهات المختصة للمشاركة في فعاليات سوق التمور، اعترف الربيعة بأنه لم تتم المخاطبة، وقال إن المشاركة كان ينبغي أن تأتي من فرع الزراعة والجمعيات التعاونية، وتابع "نحن لا نأمر عليهم كمجلس بلدي"، مضيفاً أن البلدية ستقوم بإعداد موقع خاص بتسويق التمور في المستقبل دون أن يحدد عاما بعينه. من جهة أخرى، يواجه سوق التمور انتقادات بعد أن تحول مسماه هذا العام من مهرجان إلى حراج واقتصرت مدته ساعة واحدة في ظلام الليل بدءا من بعد صلاة المغرب إلى أذان العشاء، تسوق خلالها المنتجات إلى أن وصل دخل السوق في أحد الأيام إلى 11 ألف ريال فقط، في حين يغلق السوق في النهار وهو الوقت المناسب لزيارة العامة.