من جديد عاد الحديث عن دور الرئيس الأسبق حسني مبارك في حرب أكتوبر للظهور، بعد نحو عامين و8 أشهر، ذهب خلالها البعض إلى حد المطالبة بإلغاء تدريس دوره في تلك الحرب من كتب التاريخ التي يدرسها طلاب المرحلتين المتوسطة والثانوية. عودة مبارك، التي توافقت مع الذكرى الأربعين لنصر أكتوبر 1973، جاءت من خلال كتاب "كلمة السر.. مذكرات محمد حسني مبارك يونيو 1967 أكتوبر 1973"، الذي وثق من خلاله الكاتب الصحفي عبدالله كمال حقيقة ما تعرضت له القوات الجوية في نكسة يونيو عام 1967، وكيف أعادت بناء نفسها لتكون رأس الحربة في نصر 6 أكتوبر بعد حوالي 7 سنوات. يقول كمال في مقدمة الكتاب "اختلف معه سياسيا كما شئت، حاكمه على فترة حكمه التي انتهت بمؤامرة أو بجزاء عادل كما تحب، ولكن لا تنس أن التاريخ لا يسجل أحداثه بشكل انتقائي متحيز، بل يسرد في صفحات أيامه التي يسجلها يوماً بيوم وساعة بساعة وموقف بموقف، بطولات وهزائم، إخفاقات ونجاحات، خير وشر". مضيفاً "لا تلمح في المذكرات شخصية مبارك الإنسان، ولكن تلمح شخصية الضابط العسكري الذي يحلل هزيمته في يونيو 67 فيحمل قادته المسؤولية، ويحلل خطة العدو مؤكداً أنها لا تحمل أي إبداع عسكري، بل تعتمد على سلاح متطور وحسب. مذكرات كتبت في نهاية السبعينات، وشاءت الأقدار ألا تظهر إلا اليوم". ويشير مبارك في "كلمة السر" إلى ما جرى صبيحة يوم 5 يونيو قائلاً "في هذا اليوم استقبلت 5 من طياري القاعدة في بني سويف، جاؤوا يعلنون رغبتهم في الطيران، لأنه مضى عليهم وقت طويل لم يطيروا. واستجبت لهم ووعدتهم بالاشتراك معهم، أقلعت الطائرات في الموعد المحدَّد تماماً، وبعد 5 دقائق اهتزت أجهزة اللاسلكي في طائرتي، بخبرٍ وقع علي كالصاعقة، تم إبلاغي بأن القاعدة الجوية التي أقلعت منها منذ لحظات قد هوجمت. فعلتها إسرائيل إذن". أما عن حرب أكتوبر، فيقول "حلت ساعة الصفر، التي استبعد العدو مجيئها، بينما عاشت الملايين في مصر والأمة العربية كلها، تتحرق شوقاً للقائها. وفي الساعة الثانية من بعد ظهر السادس من أكتوبر العام 1973، وتنفيذاً لأمر القائد الأعلى الرئيس السادات، عبرت 220 من طائراتنا القاذفة الثقيلة والقاذفة المقاتلة، عدا طائرات الحماية والاعتراض، وبعد مضي 20 دقيقة تقريباً، كنت في غرفة العمليات، أستقبل المعلومات من مختلف القواعد الجوية، لكي أعيد إبلاغها في نفس اللحظة للقائد الأعلى في غرفة العمليات المركزية، لقد نجحت الضربة في تحقيق أهدافها ضد العدو بنسبة تجاوزت 95%، ولم تتجاوز خسائر قواتنا الجوية في هذه العملية المركزة نسبة 1% فقط، وهي نتائج تعتبر وسام شرف لأي قوة جوية في العالم، لأنها حطَّمت جميع الأرقام القياسية العالمية السابقة، سواء في عدد الطائرات المشتركة في ضربة واحدة أو في نسبة تحقيق الأهداف ضد العدو".