استعادت نحو 55 لوحة تشكيلية للفنان أحمد السبت، "الحياة الشعبية" للأحساء، في معرضه الشخصي، الذي افتتحه رئيس مجلس بلدي الأحساء ناهض الجبر، مساء أول من أمس بمقر فرع الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون في الأحساء، وصورت تلك اللوحات المهن والعادات والتقاليد والفنون والآداب، كمجالس القهوة في المنازل قديماً، المزينة بالنقوش الجصية ووضع أواني الشرب كديكور شعبي. وأشار مدير فرع جمعية الثقافة والفنون في الأحساء علي الغوينم، خلال كلمته في افتتاح المعرض، إلى أن "السبت" رائد من رواد الفن التشكيلي في المملكة بشكل عام والأحساء بشكل خاص، وهو شعلة لا تنطفئ في يد الإبداع، وقد عبر في لوحاته عن هموم الإنسان وطموحه وجماليات الطفولة والطبيعة بشكل رمزي وواقعي، وهو فنان ذو إحساس رفيع ومثقف كبير وعميق الحس ومخزون بالعديد من المعارف، وحين يتحدث عن فن من الفنون تراه ملماًّ به بشكل مدهش، وهذا الفنان الكبير مخبوء بكل ما هو جميل ورائع من جماليات الإنسان، حيث الحب والتفاؤل والإبداع، وواصل إبداعه وتواصل مع كل الأجيال وما زال يعطي ويتفاعل بروح شاب وعقب حكيم. وأضاف مشرف لجنة الفنون التشكيلية والخط العربي في الجمعية يوسف السالم، أن في لوحات "السبت" تعابير عن البيئة والمجتمع والطفل والمرأة في ألوانه وبفرشاته يرسم أشكال الحياة ناطقة بفرحها وحزنها وفي جميع حالاتها بشكل رائع وناطق ومعبر. وذكر الفنان التشكيلي سعد العبيد، أن الفنان "السبت" هو أحد أعلام الفن التشكيلي في المنطقة الشرقية، وهو فنان عشق الماضي فتناوله بشغف ودون بريشته تراث الأحساء، وظهر عشقه للبحر وانعكس ذلك على عدد من إبداعاته، فاللون الأزرق من الألوان القريبة لنفسه واحتل الصدارة بين ألوانه. وأبان الفنان التشكيلي والناقد عبدالرحمن السليمان، أن ما يلفت في تجربته تلك الأناة والتفكير لتظهر لوحته إلى النور، كان كثير التأمل، ويفكر كثيراً لإنهاء لوحته على وجه يقنعه ويحقق أفكاره أو ليوصلها للمشاهد بيسر، وهو من أولئك الذين لا يميلون إلى الإلغاء و الإضافة، وهو ما انعكس على نتاجه المحدود خلال فترة شبابه، وكان بعد تقاعده أكثر حيوية وإنتاجاً ومع هذا الإنتاج الجديد أخذت لوحته في التغيير، وبدت بعض الجرأة المفقودة أكثر وضوحاً في معالجاته اللونية التي كانت أكثر نعومة وترقيقاً. بدوره، قال التشكيلي "السبت"، إن إمكانية الرسم بدأت تظهر لدي منذ صغري وقبل دراستي الابتدائية، وعمدت إلى تنمية هذه الموهبة مع جماعة التربية الفنية في دراسته بالمرحلة الابتدائية، وسافرت كثيراً إلى عدد من مناطق المملكة لمشاهدة الأوجه الحضارية لتلك البقاع ذات التاريخ العريق، وتعرفت على ثقافات ومعلومات مباشرة عن ما شاهدته ودونته بالكتابة وبالرسم، مما أكسبتني كثيرا من أنماط التذوق الفني والإحساس بالجمال اللازم لكل فنان وأديب.