المرأة الجنوبية منذ القدم وهي تهتم بالفن وبما حولها من الجماليات، وتخلق من القبح جمالا، ويُلحظ ذلك في أعمال التطريز التي كن يمارسنها في المفروشات المنزلية أو النقشات الجدارية. تقرأ الفنانة التشكيلية وعضو فرع جمعية الثقافة والفنون بالباحة سامية الغامدي فكرة إبداع الجمال هذه بحديثها ل"الوطن"، قائلة: "تتكون الفكرة قبل العمل، وأعتقد أن خلفية الفنان الثقافية تلهمه بعناصر اللوحة ومكوناتها". وتتذكر الغامدي أول دورة رسم شاركت فيها كانت مع الفنانة غدير حافظ، وهو ما دفعها للاستمرار في الرسم، مضيفة بأن الباحة تزخر بالفنانين والفنانات كالمشرف على لجنة الفنون التشكيلية عبدالله الدهري، الذي تعتبره رائد الفن التشكيلي بالمنطقة. وذهبت الغامدي إلى أن القيود الاجتماعية تسهم في قتل مواهب فنانات قائلة: "هذا الأمر موجود في كل مجالات الحياة، وليس مقتصرا على الفن وحده. وفي اعتقادي أن السيطرة على هذه المشكلة يعود لتربية النفس بالخلق الرفيع، الذي أمرنا به الدين والتزام العدل والموضوعية في التعامل مع جميع الفئات". وأشارت إلى أن وجود فنانة تشكيلية في أسرتها ووقوف زوجها معها وتذليله المصاعب وتوفير الإمكانات لها سواء ماديا أو معنويا كان الداعم الأول لإبداعها ودفعها لخلق الجمال في لوحاتها. وشددت الغامدي على أهمية كل ما يخدم ويدعم الحركة الفنية والنقدية بمنطقة الباحة، خاصة في الجانب النسائي، كدور وزارة الثقافة والإعلام في دعم المواهب وتنميتها بشكل احترافي، وعقد ورش العمل والجلسات النقدية بمشاركة نقاد متخصصين ومحترفين في هذا الجال، إضافة إلى الاهتمام بالمتاحف والهيئات كمؤسسات ثقافية ذات أنشطة متعددة ودعوة الفئات العمرية الصغيرة لها واستثمار نشاطهم وأوقات الفراغ وتنمية الذوق الفني لديهم، مما يسهل عملية استثمار التراث في الفنون المعاصرة والتعريف به كموروث. وتضيف أن أشكال التعبير الإنساني مختلفة من شخص لآخر وللألوان والفرشاة دور تعبيري مهم حول ما يدور في ذهني لتحويله إلى لوحة، إضافة إلى حالات الحزن والفرح التي تعتري الفنانة، فهي تؤثر في تنفيذ فكرة أي لوحة فنية، وتقول: الفن رسالة يجب أن يكون حاضرا في الأحداث والقضايا كافة، ومن هذا المنطلق قمت برسم لوحة تدل على السلام الذي أتمناه أن يعم العالم، وتضيف أن التنويع في المدارس الفنية ضروري، ولكني أميل للواقعية والتعبيرية حاليا. وحول ما يفتقده التشكيليون في المنطقة، تقول سامية: "من الأهمية إنشاء أكاديمية متخصصة في الفنون البصرية يقوم عليها أكاديميون على درجة عالية، إضافة إلى إقامة مراسم نسائية ومعارض وندوات تثقيفية، وبعث من تستحق تجاربهم للخارج لأخذ دورات فنية، وتضيف: "نفتقد في المنطقة أيضا كثيرا من الأدوات المستخدمة في الرسم، والتي نلجأ لأخذها من المدن الرئيسة، إذ ننتظر من المستثمرين توفير مكتبة كبيرة في ظل التطور والنهضة اللذين تشهدهما الباحة".