قطعت الهيئة العامة للسياحة والآثار، خطوات كبيرة في تنفيذ عشرات المشاريع المدرجة في خطتها للعام الجاري 2013، في قطاعات التراث والمتاحف والحرف اليدوية وتطوير المواقع السياحية، حيث تعمل على 148 مشروعاً بتكاليف تزيد على 294 مليون ريال. ووفق تقرير مفصل تلقت "الوطن" نسخة منه حول إنجازات الهيئة خلال العام الجاري، تعد مناسبة توقيع عقد تأسيس شركة تطوير العقير، التي أقيمت في محافظة الأحساء الشهر الجاري أحد أبرز الأحداث لما تمثله من بداية إطلاق أول الوجهات السياحية الكبرى التي تتبناها الهيئة العامة للسياحة والآثار، حيث تم توقيع عقد تأسيس الشركة برأسمال 2.7 مليار ريال، فيما سيكون مشروع تطوير العقير أول وجهة سياحية متكاملة تسهم فيها الدولة بمساحة 100 مليون متر مربع، وبشواطئ تمتد على مسافة 15 كيلو متراً، بينما سيتم تطوير المشروع على 3 مراحل، وسيتم مستقبلا طرح ما لا يقل عن 30% من أسهم الشركة للمواطنين من خلال الاكتتاب العام، إضافة إلى أنه من المنتظر أن يسهم المشروع في جميع مراحل تطويره في توفير أكثر من 90 ألف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة للمواطنين. وصاحب الإقبال الكبير والمتزايد من المواطن السعودي تجاه السياحة في وطنه، ووعيه بإمكانات بلاده السياحية، صدور عدد من قرارات الدولة المهمة لتحسين الخدمات السياحية ورفع جودتها، وتحفيز الاستثمارات السياحية الكبرى، وزيادة البرامج والفعاليات السياحية المتميزة، التي من أبرزها الموافقة على الاستراتيجية الوطنية لتنمية الحرف والصناعات اليدوية وخطتها التنفيذية الخمسية، وإقرار مجلس الوزراء عدداً من التوصيات المهمة لمعالجة ارتفاع أسعار الخدمات السياحية وأسعار مرافق الإيواء السياحي، في مناطق المملكة، وقرار مجلس الوزراء بالإسراع في دعم أنشطة الهيئة العامة للسياحة والآثار، وإيجاد الحوافز المناسبة لتهيئة البيئة الاستثمارية لنمو المشاريع السياحية، وهو ما سيشكل نقلة نوعية في نمو السياحة الداخلية نتيجة زيادة المرافق والمشاريع والبنى الضرورية، والموافقة على تخصيص دعم مالي لتوفير البنية الأساسية إلى حدود موقع الوجهة السياحية في العقير بالمنطقة الشرقية بمبلغ 1.4 مليار، وموافقة مجلس الوزراء على تأسيس شركة مساهمة قابضة لتطوير واستثمار المباني التراثية في الإيواء والضيافة التراثية، ومساهمة الدولة في رأس مالها، وموافقة مجلس الوزراء على توصيات اللجنة الوزارية المشكلة لدراسة تحسين وضع مراكز الخدمة ومحطات الوقود على الطرق الإقليمية، وموافقة مجلس الوزراء على تحويل اللجنة الدائمة للمعارض والمؤتمرات إلى برنامج وطني باسم "البرنامج الوطني للمعارض والمؤتمرات". وفي قطاع الفعاليات، أعلن رئيس الهيئة عن برنامج تطويري شامل للفعاليات السياحية في المملكة خلال الفترة ما بين عامي 2014 و2018 ، يكون قادراً على مواكبة إقبال المواطنين على الفعاليات وتطلعهم لتطويرها، ومتزامناً مع اكتمال مرحلة بناء مفهوم الفعاليات السياحية في البرنامج السياحي في المملكة، بينما تم في صيف هذا العام تنظيم 42 مهرجانا سياحيا تشمل أنشطة مختلفة ترفيهية ورياضية وتراثية وثقافية واجتماعية موجهة للأسر والشباب، وفرت أكثر من 4500 فرصة عمل، واستقطبت أكثر من 10 ملايين زائر، وحققت عوائد اقتصادية تتجاوز 10 مليارات ريال. كما تشهد المملكة هذا العام نقلة كبيرة في مجال الآثار حيث يعمل في المواقع الأثرية في المملكة حالياً 25 فريقاً علمياً سعودياً دولياً، إذ ستسهم أعمال تلك البعثات في اكتشاف المزيد من المواقع والموجودات الأثرية لعرضها في المتاحف الجديدة التي يتم إنشاؤها في مختلف مناطق المملكة، بما يساعد في حفظ تاريخ المملكة ودورها في تاريخ البشرية عبر التاريخ. وفي هذا العام أعلنت الهيئة العامة للسياحة والآثار عن إطلاق برنامج العناية بمواقع التاريخ الإسلامي، وسيركز البرنامج على المواقع المرتبطة بالسيرة النبوية، التي ثبتت في كتب السيرة والتاريخ الموثوقة، بهدف تهيئة هذه المواقع لتكون تاريخاً يمكن الوقوف عليه لأخذ العبرة والعظة وتعزيز ارتباط المسلم بدينه وتاريخ نشوء الإسلام في هذه الأرض الطاهرة، وبوجود مرشدين مؤهلين في إعطاء المعلومات الصحيحة، وذلك بالتنسيق مع وزارة الشؤون الإسلامية وعدد من الجامعات والعلماء الفضلاء. وفي مجال الآثار دشن أمير منطقة الرياض رئيس مجلس التنمية السياحية في المنطقة الأمير خالد بن بندر بن عبدالعزيز، ورئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز، مشروع تأهيل موقع الفاو الأثري واستئناف أعمال التطوير في الموقع.