تسعى الولاياتالمتحدة لتأهيل المعارضة المسلحة وتدريبها ومدها بالأسلحة المناسبة التي تجعلها قادرة على التصدي للجيش الحكومي، حتى يمكن إعادة إطلاق مؤتمر جنيف2 ويكون هناك توازن عسكري على الأرض، وفي نفس الوقت تتولى مهمة التصدي للمتشددين الذين بدأوا في توسعة نطاق المناطق التي يسيطرون عليها. وكشف رئيس هيئة الأركان الجنرال مارتن ديمبسي أن وزارة الدفاع وضعت على طاولة البحث خيار قيام قوات متخصصة بإعداد معسكرات تدريب متقدمة لتجهيز وحدات من الثوار. وأضاف أن هذه ستكون المرة الأولى التي يحتك فيها الجيش الأميركي مباشرة بمقاتلي المعارضة، مشيراً إلى أن معسكرات التدريب ستكون في دولة مجاورة لسورية، وأن العملية ستتم بالكامل تحت إشراف وكالة الاستخبارات المركزية، دون أن تضطر واشنطن إلى الاعتراف بها رسمياً. وقال ديمبسي في وقت متأخر ليل أول من أمس رداً على أسئلة الصحفيين: "لدينا عدة خيارات نحاول تطويرها لتوسيع جهودنا بدعم المعارضة المعتدلة، ولكننا لم نقرر حول ذلك بعد". وكان الكونجرس الأميركي قد شهد نقاشاً حول هذا الأمر، وقال المحلل السياسي بصحيفة واشنطن تايمز جيمس سميث في إفادة ل"الوطن": "ديمبسي كان قد ألمح إلى هذا الأمر خلال جلسات الاستماع الأخيرة في الكونجرس عندما قال إن بلاده شرعت بالفعل في تحقيق هذا الهدف عبر إقامة معسكر تدريب لمجموعات من المقاتلين السوريين في دولة مجاورة لسورية، تأهباً للتدخل السريع إذا أدت الضربة الأميركية إلى انهيار جيش الأسد. وأنها تقوم بتدريب مئات من عناصر الجيش الحر". وأضاف: "رئيس الأركان يرى أنه لا بد من الاستعداد لمرحلة ما بعد الأسد عبر تطوير معارضة فاعلة ومعتدلة، وأن واشنطن تعرف جيداً كيفية تحقيق ذلك الهدف. وأضاف أن البنتاجون يفكر في تدريب مجموعات صغيرة منتقاة بواسطة رئاسة الائتلاف الوطني على الأسلحة الخفيفة وتقنيات الإدارة والسيطرة والتكتيكات العسكرية، ليكونوا نواة لقيادة الجيش الحر مستقبلاً، وأن واشنطن ستقوم بتزويدهم بالسلاح بشكل غير مباشر، نظراً لعدم وجود تصريح قانوني لدى البنتاجون حالياً لمد المعارضة بأسلحة فتاكة". في سياق متصل، أعلنت باريس أمس أنها عازمة على تسليح الجيش الحر، وقال الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند خلال تصريحات صحفية في العاصمة المالية باماكو، إن بلاده ستقوم بذلك في إطار موسع يضم مجموعة من الدول ويمكن إخضاعه للمراقبة، وأضاف: "الروس يقومون بتسليح جيش الأسد بشكلٍ منتظم، ولكن نحن، سنقوم بذلك في إطار موسَّع مع آخرين، وفي إطار يمكن إخضاعه للمراقبة، لأنه لا يمكننا القبول بأن تصل الأسلحة إلى متشددين". من جهة أخرى، رفضت موسكو الرد على انتقادات السيناتور الأميركي جون ماكين للرئيس فلاديمير بوتين في مقال نشرته صحيفة "برافدا" الروسية"، وقال فيها إن بوتين "لا يحسن سمعة روسيا على مستوى العالم بل يدمرها. فقد جعل منها صديقة للطواغيت وعدوة للمضطهدين وأفقدها ثقة الدول التي تسعى لإقامة عالم أكثر أمناً وسلاماً وازدهاراً". وقال المتحدث باسم الرئاسة ديمتري بيسكوف إن بوتين لن يدخل في أي نقاش مع ماكين بشأن آرائه. إلى ذلك، واصل الإعلام الأميركي انتقاداته لتردد بلاده في حسم تعنت نظام الأسد وإنهاء الأزمة السورية. وقالت صحيفة واشنطن بوست إن تردد أوباما دفع الأميركيين إلى التشكيك في مدى خطر هذه الأزمة السورية على المصالح الأميركية، وأضافت أن على الرئيس أن يسعى لإقناع شعبه بالأسباب التي توجب عليه أن لا يتقاعس أكثر في اتخاذ إجراء عسكري ضد دمشق، "بدلاً من تضييع الوقت مع بقايا الحرب الباردة ممثلة في شخص بوتين الذي دربته المخابرات الروسية على كره الأميركيين"، حسب تعبير الصحيفة. وختمت بالقول إنه لا بد أن تقوم واشنطن بدورها العالمي الريادي، وأن تتعجل في التدخل قبل أن تنتشر الأسلحة الكيماوية وتتسرب إلى دول الجوار السوري، وتصل إلى أيدي المتطرفين الذين يشكلون تهديداً كبيراً لمصالح الولاياتالمتحدة.