وضع أحد أبرز قيادات وزارة الدفاع الأميركية "البنتاجون" وزنه في كفة مؤيدي دعم الجيش السوري الحر بالسلاح والمعدات الأخرى الضرورية، بل ذهب إلى أبعد من ذلك بإعلان موقفه لأجهزة الإعلام في تجاوز لقاعدة التزام الضباط الكبار العاملين بالتحفظ في إدلاء تصريحات علنية تتعلق بالسياسات. وقال الأدميرال جيمس ستافريدس، قائد المنطقة العسكرية الأوروبية في البنتاجون وقائد قوات حلف الناتو في أوروبا إن المنطقة العسكرية التي يعمل في قيادتها وحلف الناتو لا يخططان على أي نحو مفصل لأية عملية تقضي بالتدخل في سورية. جاء ذلك خلال جلسة استماع عقدها مجلس الشيوخ تناولت عددا من القضايا، كان من بينها قضية ما يجري في سورية. غير أن السيناتور جون ماكين أصر على أن يطرح سؤالا محددا أمام الأدميرال وهو ذلك المتعلق بما إذا كان تقديم المساعدة للجيش السوري الحر يمكن أن يفضي إلى إنقاذ مدنيين وتخفيف حدة القمع الوحشي الذي يمارسه النظام ضد الشعب السوري وتقصير المدى الزمني لحكم الرئيس بشار الأسد. وتجاه إصرار السيناتور ماكين اضطر الأدميرال إلى القول إنه شخصيا يعتقد أن منح الجيش الحر أسلحة وتجهيزات لوجستية للمعارضين يمكن أن يؤدي إلى تحسين درجة تنظيمهم وفعاليتهم وإلى دعم عملية التخلص من الرئيس الأسد. وقال ستافريدس "نحن لا نقوم في الناتو الآن بأي تخطيط مفصل بشأن سورية، والسبب في ذلك يرجع إلى أن إعداد مثل تلك الخطط يتطلب تصريحا من مجلس شمال الأطلسي الذي يحدد صلاحيات الحزب، والمجلس لم يمنحنا مثل هذا التصريح". وفي اللحظة نفسها وداخل البناية ذاتها، أي داخل مبنى الكابيتول هول، كان اثنان من كبار مسؤولي وزارة الخارجية يقولان للجنة أخرى من لجان الكونجرس إن مساعدة الجيش السوري الحر عسكريا يمكن أن تؤدي إلى تعقيد الأمور، وأنهما يعتبران ذلك فكرة سيئة. فقد ظهر مساعد الوزيرة، جيفري فيلتمان وسفير واشنطن في دمشق، هنري فورد، أمام لجنة العلاقات الخارجية، حيث عرضا بإسهاب موقفا معارضا لتسليح المعارضة. وقال فيلتمان "نحن نتبنى موقفا بالغ الحذر من صب الزيت على النار التي أشعلها في الأصل الأسد، ولذا فقد فضلنا أن نبقى داخل الإجماع الدولي، أي داخل مسارات الدبلوماسية والعقوبات حتى تصل الأمور إلى نقطة الحسم". وأظهر النقاش أن نسبة كبيرة من أعضاء الكونجرس ومن ممثلي تياراته ومجموعاته المختلفة يؤيدون فكرة مساعدة المعارضة السورية عسكريا، بيد أن المسؤولين الكبيرين تمسكا بأن الموقف الذي تراه الإدارة صحيحا هو موقف التريث والانتظار. إلى ذلك أكد دبلوماسي تركي أن المجلس الوطني السوري المعارض لم يطلب فتح مكتب عسكري في تركيا مكلف بتسليح المعارضة، وذلك عقب لقاء في اسطنبول بين رئيس المجلس برهان غليون ووزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو. وقال المصدر إثر اللقاء الذي استمر أكثر من أربع ساعات "لم نتلق طلبا رسميا من جانبهم". وأضاف "تم البحث في مسائل أمنية، إلا أن الجوانب العسكرية ومسألة هذا المكتب لم يتم التطرق إليها".