أكدت مصادر موثوقة بها ل «الحياة» أن الإدارة الأميركية باشرت خطط ارسال السلاح الخفيف الى المعارضة السورية بعد موافقة الكونغرس، رغم أن هذا الأمر لم ينه التحفظات الأكبر داخل ادارة باراك أوباما حول تزويد «الجيش الحر» بأسلحة ثقيلة، وأن البيت الأبيض اعترض أخيراً على افساح المجال لإيصال هذا النوع من الأسلحة عبر دولة أخرى، في وقت أكد المتحدث جاي كارني إن الرئيس السوري بشار الأسد، لن يحكم سورية في المستقبل، لأن الشعب السوري لن يسمح بذلك، والولاياتالمتحدة لن تلتزم ب «الأسد» رئيساً لسورية في المستقبل. وبدأت الإدارة بعد نيل الضوء الأخضر من الكونغرس تنفيذ خطط التسليح التي تشرف عليها وكالة الاستخبارات المركزية (سي. آي. أي) ووزارة الدفاع (بنتاغون) انما بموافقة مسبقة من البيت الأبيض. وفيما يفسح تحرك الكونغرس المجال أمام الإدارة لتزويد أسلحة وعد بها أوباما أول الصيف مثل صواريخ مضادة للدبابات وذخيرة وعتاد وأسلحة خفيفة، تشير مصادر موثوق بها الى استمرار وجود تحفظات داخل البيت الأبيض حول التسليح، وأن واشنطن تعترض على ايصال أسلحة ثقيلة كانت باعتها لدولة عربية الى المعارضة، ولم تمنح هذه الدولة مرونة في الاتفاقية لإرسال هذه الأسلحة الى طرف ثالث. كما حاولت واشنطن الضغط على فرنسا لعدم تقديم أسلحة ثقيلة عبر دولة عربية، غير أن هذه الضغوط، وبحسب المصادر، بدأت تتراخى اليوم. وزادت مستشارة الأمن القومي سوزان رايس من دور البيت الأبيض في الشأن السوري وهي التقت السناتور جون ماكين أمس، باعتباره من أبرز المناصرين لزيادة الدور الأميركي في سورية. وقال كارني أن واشنطن لن تلتزم بالأسد رئيساً لسورية في المستقبل «ويجب أن تكون عملية انتقالية في ما بعد مرحلة الأسد، وهذا هو ما نعمل عليه مع المعارضة وحلفائنا وشركائنا في المنطقة، للمساعدة في الوصول الى هذا اليوم، عندما يمكننا تحقيق عملية انتقالية يمكنها البدء في إعادة بناء سورية، وهذا سيضع حداً للرعب وسفك الدماء، ويوفر فرصة للانتقال إلى حكومة تستجيب لإرادة الشعب السوري». وأشار إلى أن الولاياتالمتحدة وحلفاءها يقدمون للمعارضة السورية ما تحتاج إليه، وسيواصلون القيام بذلك لتمكين المعارضة من الوقوف في وجه الرئيس السوري، وقال الناطق إن «التاريخ سيسجل بشار الأسد كأحد أسوأ طغاة عصره، بعدما تلطخت يداه بقدر هائل من دماء شعبه، ونحن نرى ضرورة ان نواصل تقديم المساعدة إلى المعارضة والمجلس العسكري والمساعدة الإنسانية إلى النازحين السوريين الذين يعانون كثيراً نتيجة هذا الصراع». وفي موسكو (رويترز)، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ان خطط واشنطن لتسليح المعارضة السورية تقوض الجهود المشتركة لتنظيم مؤتمر دولي للسلام في سورية. وأضاف لافروف في مؤتمر صحافي «اذا كان شركاؤنا الأميركيون يركزون الآن على تسليح المعارضة ويشاركون في خطط لضرب المواقع الحكومية السورية فإن هذا بالطبع يتعارض مع الاتفاقات على عقد مؤتمر». وزاد «هذا يتعارض مع مبادرتنا المشتركة».