طالب مؤتمر "الوحدة الوطنية: "ثوابت وقيم"، الذي نظمته جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، واختتم أمس في الرياض، بضبط الخطاب الديني وتفعيل دور الأئمة والخطباء والدعاة في طرح كل ما يخدم قضايا الوحدة الوطنية ويحذر من الفرقة والنزاع، ومتابعة ذلك من قبل الجهات المسؤولة. وتضمنت توصيات المؤتمر التركيز على مؤسسات التربية والتعليم بمرتكزاتها الأساسية، وأبرزها المناهج، بتضمينها ما يحقق ترسيخ قيم الوحدة الوطنية، ويعزز المواطنة والانتماء والولاء من خلال مفردات لا تقتصر على التنظير، بل تتجاوز ذلك إلى الواقع عبر الخطة المنهجية والنشاط اللاصفي، بما يشمل كافة المهارات، التي يكونها الطالب عبر قنوات التأثير في البيئة التعليمية. وأكد المشاركون في التوصيات على ارتباط الوحدة الوطنية للمملكة بالشريعة الإسلامية، والسير على منهج السلف الصالح في وحدة الكلمة وتوحيد الصف، موصين بإبراز مكانة المملكة والعمق الديني للوطن، وخصوصية هذه البلاد وما أكرمها الله به من وجود الحرمين الشريفين، والقيادة الراشدة التي تُحكِّم شرع الله وتتحاكم إلى شريعته في مجالات الحياة، وما يترتب على ذلك من مسؤوليات من قبل أبناء هذا الوطن. ودعا المشاركون إلى تنظيم المؤتمر لفعاليات سنوية؛ لترسيخ المفاهيم والتصورات الشرعية، و دعوة المؤسسات العلمية والمراكز البحثية لإجراء الدراسات الشرعية والميدانية؛ لتحليل الأوضاع الحالية والمستقبلية فيما يخص قضايا الوحدة الوطنية، ونشرها على نطاق واسع، منادين بإنشاء مركز وطني ينسق أعمال كل الجهات المعنية بالوحدة الوطنية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية. وذهب المشاركون في توصياتهم إلى مسؤولية مؤسسات المجتمع والنخب المؤثرة في إبراز ما تحقق من منجزات ومكتسبات، أوصلت هذا الوطن إلى العالمية والريادة، وسعي ولاة الأمر إلى تحقيق مقومات الوحدة من العدالة وتكافؤ الفرص ومكافحة الفساد بكافة أشكاله وصوره، وبرز من بين التوصيات استثمار اليوم الوطني بتنظيم مناسبات علمية يسهم فيها العلماء والباحثون والمختصون بالأبحاث والكتابات العلمية والصحفية التي تهتم بوحدة الوطن، إضافة إلى ضرورة وضع الاستراتيجيات بعيدة المدى، لتفعيل دور الأسرة في تقوية حب الوطن وولاة الأمر، واحترام الأنظمة في الأجيال الناشئة وتحصينها من المؤثرات التي تخل بالوحدة الوطنية، مع استثمار أصحاب المواهب الإبداعية في تقديم الأعمال على اختلاف أصنافها لتعزيز قيم الوحدة الوطنية لدى أفراد المجتمع بكل شرائحهم. وشدد المؤتمرون في التوصيات على ضرورة ترسيخ مبدأ الحوار بين أبناء المجتمع في القضايا التي يختلفون فيها، والتعامل مع الأطراف الأخرى بكل احترام وتقدير، حرصاً على استقرار الوحدة الوطنية، مع تكريم المواطنين المتميزين في جهود تسهم في الوحدة الوطنية؛ لتشجيعهم على المزيد، وفتح الفرص للآخرين ليحذوا حذوهم، داعين إلى تطوير آليات وأساليب الإعلام الأمني ليساعد على مواجهة التحديات الأمنية، ذات الصلة بالوحدة الوطنية، مع تفعيل دور المعلم في ترسيخ قيم الوحدة الوطنية، من خلال سياسة التعليم في المملكة، ووضع إستراتيجية إعلامية وطنية لتعزيز قيم حب الوطن من خلال وسائل الإعلام والإعلام الجديد، وضبطها بما يخدم الوحدة الوطنية. وأشاد المؤتمر بالتجربة الرائدة للمملكة في المعالجة الشاملة لما يخل بوحدة الوطن فكريا وأمنيا، وتأييد هذه الخطوات وإبرازها، وطالبوا بتوظيف الحراك القبلي عبر المنتديات والتجمعات، فيما يسهم بجمع الكلمة وتوحيد الصف والتذكير بالآلاء التي يعيشها الوطن في ظل الوحدة ومنع كل ما يسيء إليها أو يستهدفها بأي شكل من الأشكال. وتضمنت توصيات المؤتمر: إفراد الأبحاث التي تطرقت للشبهات حول الوحدة الوطنية وتفنيدها بأساليب علمية ونشرها بالوسائل المناسبة وخاصة الإعلام الجديد، مطالبين بالعناية بشريحة الشباب، والتأكيد على الجهات المسؤولة عنهم بوضع الخطط والبرامج والفعاليات؛ لاحتوائهم وتقديم ما يعزز فيهم روح المواطنة الحقة، والتأكيد على وسائل الإعلام بالبعد عن كل ما يثير المجتمع أو يتسبب في استفزازه وإثارته؛ لكي يسهم الإعلام في بناء الصف وتوحيد الكلمة.