واصل مؤتمر "الوحدة الوطنية.. ثوابت وقيم" الذي تنظمه جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز –حفظه الله- أمس الثلاثاء مداولاته حيث ناقش عدداً من البحوث وأوراق العمل من خلال 6 جلسات، سلطت الضوء على القضايا المتعلقة بمفاهيم الوحدة الوطنية وأثرها على المجتمع. ففي أولى جلسات اليوم الثاني للمؤتمر (الجلسة السابعة) والتي رأسها معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الأستاذ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس زتناولت المحور الشرعي، تحدث في مستهلها رئيس الجامعة الإسلامية العالمية بإسلام أباد والأستاذ بقسم الفقه المقارن بالمعهد العالي للقضاء الأستاذ الدكتور أحمد بن يوسف الدريويش عن "الحوار وأثره في تعزيز الوحدة الوطنية" حيث أشار إلى أن الحوار يعد من أعظم الوسائل والأساليب التي تؤلف بين القلوب وتزيل العداوات من النفوس وتجمع الخلق على كلمة سواء، منوها إلى أن المجتمع السعودي مجتمع متحضر ومتطور نشأ على الوسطية والاعتدال وعلى الثقافة الإسلامية السمحة التي تعلو على جميع الثقافات وتتقبلها وتتعايش معها، كما خطى خطوات كبيرة في سبيل تعزيز ثقافة الحوار بين جميع فئاته، موضحاً أن الحوار البناء بين أبناء هذا الوطن وبين قيادته الرشيدة وكذلك بين أبناء الوطن بكافة أطيافه وعلى اختلاف توجهاتهم وأفكارهم فيما بينهم يعد من أهم العوامل المعززة للوحدة الوطنية، مؤكدا أن الجميع يسعون إلى هدف واحد وهو مرضاة الله تعالى وحده لتحصيل سعادة الدنيا والآخرة. بعده تحدث الدكتور مصطفى عبدالعزيز رياح عن "البيعة الشرعية اصولها ومقتضياته ودورها في تعزيز الوحدة الوطنية" إذ أكد أن المسلم لا يستقيم عيشه منعزلا عن الجامعة بل أمر شرعا كما فُطر على أن يعيش في جماعة يؤثر فيها ويتأثر، ويعطي ويأخذ ويستفيد ويفيد، وأن من لوزام الاجتماع البشري أن تتخذ الجماعة رأساً لها يؤم شأنها ويدبر أمرها ويضبط اجتماعها، موضحا أنه وكما ألزمت االشريعةُ الجماعة ولو في حدودها الدنيا أن تؤمر عليها أميرا في سفرها فقد ألزمت الأمة المسلمة وجوبا أن تتخذ إماما يضمن انتظام شؤون الناس وأحوالهم ويحفظ الدين ويسوس الدنيا به ويحمي وحدة الوطن ويذب عن حماه، والشرع ألزم الأمة بطاعة إمامها تحقيقا لطاعة الله ورسوله. وأوضح الدكتور رياح أن البيعة الشرعية هي الميثاق الرابط بين الإمام ورعيته المحدد لضوابط هذه العلاقة الضامن للوحدة الوطنية الذائد عن حياضها وقال: إن ميثاق البيعة يلزم الحاكم والمحكوم حفظه والوفاء ببنوده ويحرم نقضه ونكثه، ذلك أن حفظه حفظ لوحدة الوطن ونقضه نقض لعراه. بعدها تحدثت الدكتورة عفاف بنت حسين مختار عن "الوحدة الوطنية من منظور شرعي" حيث أشارت إلى أنه يتحتم على الباحثين دراسة مثل هذه الموضوعات وذلك لانتشار الغلاة الذين يريدون الإخلال بالجماعة والإمامة مشددة على خطورة ذلك، ونوهت إلى ضرورة بيان أهمية الجماعة والإمامة وضرر الإخلال بها، مشددة على ضرورة تسليط الضوء على بعض أفكار المناوئين للجماعة والإمامة وإبراز حقوق أولياء الأمور والواجبات المترتبة عليهم والإسهام في علاج هذه المسألة الخطيرة، وعرجت الباحثة إلى قضايا شرعية متعلقة بموضوع المؤتمر، حيث ذكرت حكم تولية الإمام وحقوقه وواجباته وحكم الخروج عليه والحكم على الخارجين عليه والعقوبات المترتبة على الخروج عليه. ورأس الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز السعيد رئيس قسم الاجتماع والخدمة الاجتماعية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية (الجلسة الثامنة) من المؤتمر وكان حول المحور الاجتماعي، وتحدث في الجلسة الأستاذ الدكتور إبراهيم بن مبارك الجوير عن "الوحدة الوطنية في ظل العولمة"، بدأها بتعريف العولمة وأوضح أن العولمة ليست مجرد فكرة يمكن قبولها أو رفضها بل هي حقيقة واقعة بيد أن معظم المجتمعات المسلمة المعاصرة تشكلت في فترة خضوعها للاستعمار لذلك فإن تنميته المقارنة قد تم خنقها. بعد ذلك تحدث الأستاذ الدكتور عبدالرزاق بن حمود الزهراني وقدم ورقته عن "الهوية والوحدة الوطنية" حيث أوضح مفهوم الهوية الوطنية وذكر أهم وظائفها كضمان الاستمرارية التاريخية للأمة وتحقيق التجانس والانسجام بين السكان وتحقيق وحدة الأمة والمحافظة على شخصية الأمة وصورتها أمام الأمم الأخرى، وذكر أن للهوية الإسلامية خصائصها وسماتها المميزة لها عن غيرها من الهويات كاستيعابها لجميع جوانب حياة المسلم ومظاهر شخصيته وجمعها تحت لوائها جميع المنتسبين لها وتوحدهم كونها مفتوحة لكل من يدخل في الإسلام بغض النظر عن لونه وعرقه وثقافته وتوجد توازنا بين الفرد والمجتمع. واستكملت (الجلسة التاسعة) استعراض عدد من أوراق العمل حيث رأسها معالي الشيخ الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد المستشار في الديوان الملكي وإمام وخطيب المسجد الحرام، حيث قدم معالي مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الأستاذ الدكتور سليمان بن عبدالله أبا الخيل ورقة عن "الموقف الشرعي من محبة الوطن وأثره في تحقيق الوحدة الوطنية" وأكد أن الشريعة الإسلامية التي تقوم عليها المملكة أوجبت وحثت على الالتزام بوحدة الأمة وطاعة ولاة أمرها، محذرا من مغبة وخطورة الأفكار المنحرفة التي تدعو إلى الإضرار بالأمة والمجتمع وتفرقته، وأكد أن ما تعيشه هذا البلاد من أمن وأمان إنما هو نعمة من الله يجب الحفاظ عليها بشكره سبحانه وتعالى، ,شدد على ضرورة نشر محبة الوطن بين كل فئات المجتمع. كما قدم معالي الدكتور أبا الخيل شكره لولاة الأمر على ما يقدمونه للوطن من تنمية وتطور. تلى ذلك بحث قدمه مستشار معالي مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الدكتور بندر بن فهد السويلم تناول مرتكزات الوحدة الوطنية من منظور شرعي وتطبيقها في المملكة العربية السعودية. كما ناقشت الجلسة بحث أعده الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز آل الشيخ الأستاذ المشارك بقسم الفقه المقارن بالمعهد العالي للقضاء بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية عن "مفهوم البيعة في الإسلام وقتضياتها وآثر ذلك على الوحدة الوطنية" أوضح من خلاله أن كل من ولي أمر المسلمين فإنه يصح أن يسمى إماما أو ملكاً أو رئيساً أو خليفة أو سلطاناً أو حاكماً أو أميراً، موضحا أن الإسلام نظم العلاقة بين الحاكم والمحكوم على وجه يحقق المصلحة ويدفع المفسدة، مشيراً إلى أن الإسلام أوجب على الحاكم القيام بالمسؤولية, واداء الأمانة وتحقيق مصالح الرعية كما أوجب على الرعية حقوقا وواجبات كثيرة تتحقق بها مقاصد الإمامة والجماعة, كما عرج على موضوعات ذات علاقة بالمؤتمر كمفهوم البيعة في الإسلام وأدلتها الشرعية وصورها وطرق انعقادها ومقتضياتها بعدها تحدث الدكتور عبدالرازق حسين أحمد عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام بفرع جيبوتي عن "التأصيل الشرعي للوحدة الوطنية مصطلحا الانتماء والولاء الوطني أنموذجاً" وأشار أن الوحدة الوطنية أصبحت ضرورة من ضروريات المحافظة على مبادئ وقيم المجتمعات المسلمة في مواجهة مخاطر التحديات المعاصرة التي في مقدمتها العولمة، كما أشار إلى المقصود بالوحدة الوطنية من المنظور الإسلامي وأهميتها وهل من تعارض حقيقي بين الانتماء الوطني والإسلامي، كما تناول النصوص الشرعية في مسألة الانتماء ومسألة الولاء، وأشار إلى مقاومة الوحدة الوطنية من المنظور الإسلامي. فيما رأس الدكتور إبراهيم بن محمدقاسم الميمن وكيل جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية لشؤون المعاهد العلمية (الجلسة العاشرة) من المؤتمر والتي بدأت بورقة عمل قدمها الدكتور بدر بن علي آل عبدالقادر عن "الوحدة الوطنية في الشريعة الإسلامية" أوضح فيها أن الوحدة والجماعة تعد من الأمور التي يتطلبها وجود الإنسان على الأرض، إذ ليس لها ارتباط بمكان أو زمان أو دين ومذهب أو حتى مخلوق، مضيفا: الموضوع هام ومن المسالك الخطيرة التي ينبغي التعاطي معها بتيقظ والأخذ بها بحذر والتعامل معها وفق المنهج الصحيح، مؤكدا أن الموضوع يحتل موقعا مركزيا في الفكر بما يشكله من اعتبارات شخصية ذات علاقة بالإنسان والمجتمع والدولة، وأشار إلى أن موضوع الوحدة الوطنية تأرجح زمنا بين مؤيد ومعارض ومصيب ومخطئ فهو بحر، وانتقد ما لاحظه من بعض المواطنين من اعتقادهم أن الوحدة الوطنية فكرا ومنهجا يصادم الشريعة الإسلامية ويعارضها. بعد ذلك تحدثت الدكتور سحر زكريا حسين عن "حقوق الراعي والرعية في الشريعة الإسلامية وأثرها في الوحدة الوطنية" وانتقدت بعض الافتراءات على الشريعة الإسلامية التي تصف نظام الحكم الإسلامي على أنه قائم على تقديس الحكام من دون حدود ولا قيود، مشيراً إلى أن هذه الافتراءات اتخذت حجة في تفضيل تطبيق القوانين الوضعية على الشريعة الإسلامية، وذكرت أن المؤتمر يأتي في زمن تموج فيه بعض البلاد بالفتن التي تصيب استقراره ووحدته، مؤكدة على ضرورة دراسة علاقة الحاكم بالمحكوم في النظام الإسلامي وظوابطه والوقوف على القيم والثوابت الموجودة فيه. وتطرقت الباحثة إلى حقوق الراعي على الرعية وذكرت أن منها حق الطاعة له ونصرته ونصيحته كما تطرقت لحقوق الرعية على الراعي وأثرها في تعزيز الوحدة الوطنية ومنها حق حماية الرعية وحق تدبير وتنظيم شؤونهم. ورأس الأستاذ الدكتور عبدالله بن موسى الطيار المستشار والمشرف العام على مكتب معالي وزير التعليم العالي (الجلسة الحادية عشرة) من المؤتمر التي دارت حول المحور العام واستهلت بورقة عمل قدمها الدكتور إبراهيم بن محمد أبوعبادة الأستاذ بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية عن "حقيقة الوحدة الوطنية"، حيث بين أن قيام الدولة بسن أنظمة وقوانين تجرم كل من يسعى إلى تهديد وحدة الوطن بأي شكل من الأشكال, ودعا إلى وضع عقوبات صارمة لمن يخالف تلك الأنظمة والتعليمات، ونوه إلى أهمية نشر ثقافة المواطنة وغرس حب الوطن بمفهومه الصحيح والشامل في وقت مبكر والاعتناء بمرحلة الطفولة والشباب وذلك من خلال برامج تربوية وتعليمية وإعلامية واجتماعية تربط المواطن بوطنه وتشعره بقيمته ومكانته، بالإضافة إلى إبراز مكانة الدولة والعمق الديني للوطن وخصوصية هذه البلاد وما أكرمها الله به من وجود الحرمين الشريفين والمؤسسات الإسلامية وما يترتب على ذلك من مسؤوليات من قبل أبناء هذا الوطن، بجانب التعريف برموز الوطن السياسية والدينية وبيان جهودهم في بناء هذا الكيان والمحافظة عليه. كما حث الباحث على أهمية استثمار المناسبات الوطنية في التذكير بتاريخ الوطن وكيف كان قبل توحيده لتعريف الأجيال حجم التضحيات ومقدار الجهود التي بذلت في توحيده وتطوير وتنميته، مع البعد عن كل ما يثير المجتمع أو يتسبب في استفزازه وإثارته، والعمل على محاربة الفساد بكل صوره وأشكاله ومحاسبة المفسدين أيا كانت مواقعهم، كما أوصى بمعالجة الفقر ووضع الحلول العاجلة للبطالة، وتوجيه جميع المؤسسات والهيئات المختصة باقتراح البرامج الهادفة إلى تعزيز الوحدة وتفعليها في الواقع. تلى ذلك تقديم بحث أعده العقيد الدكتور عبدالله بن سعيد آل عبود عن "منظومة القيم الاجتماعية وإسهامها في تعزيز الوحدة الوطنية". بعد ذلك تحدث الدكتور محمد مرزيان عن "تعزيز الوحدة الوطنية" حيث تطرق في ورقته عن التجربة الجزائرية في الوحدة الوطنية، وأشار إلى ما أحدثه الاحتلال الفرنسي للجزائر من زرع للفرقة والفتن بين أبناء الجزائر، وأوضح أن الجزائر كانت من أطماع فرنسا بسبب قرب موقعها وهيمنتها على المنطقة وقوتها وتفوقها العسكري، واستعرض كيف أن الشعب الجزائري استطاع استعادة حريته ووحدته الوطنية، كما ذكر الثوابت الدافعة والحاضنة لتحقيق ذلك. كما قدم الأستاذ أحمد بن محمد هزازي ورقة عمل عن "الدلالات المعنوية لعلم المملكة العربية السعودية وأثرها في تعزيز روح الوطنية" وكشف دلالات كلمة لا إله إلا الله محمد رسول الله والسيف واللون الأخضر في تعزيز روح الوحدة الوطنية ومقوماتها كما وأوضح هزازي دلالة شعار المملكة (السيفان والنخلة)، وأشار إلى تميز علم المملكة عن غيره من أعلام البلدان الأخرى وخاصة فيما يتعلق بدلالات الشهادة التي تعد هوية البلاد، وذكر الباحث أن أهم التوصيات التي توصل البحث إليها هي العناية بالبحوث في مجال الرموز الوطنية وإدراج دلالاتها في بعض المقررات وإظهارها في وسائل الإعلام المختلفة. فيما دعت الأستاذ المشارك في التخطيط الاجتماعي في كلية الخدمة الاجتماعية في جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن ، الدكتورة سارة الخمشي إلى إلغاء بعض البرامج والمهرجانات والفعاليات التي تقوم على مستوى الدولة، والتي تؤدي بدورها إلى التعصب القبلي الذي يعد إحدى مهددات الوحدة الوطنية. وطالبت الخمشي خلال ورقة عمل بعنوان "دور الأسرة التربوي في تدعيم معاني الوحدة الوطنية لدى الأبناء" قدمتها ضمن الفعاليات المسائية (للجلسة الثانية عشرة) للمؤتمر، بإنشاء مجلس أعلى لشؤون الأسرة السعودية، يضم بدوره عضوية ممثلين الوزارات المتخصصة، وممثلين الهيئات غير الحكومية، والجامعات ومراكز الأبحاث الاجتماعية، إضافة إلى تأسيس مرصد وطني للأسرة السعودية، لمتابعة التغيرات التي تواجهها وتأثيراتها على وضع الأسرة السعودية، خصائصها وأوضاعها، ورصد مختلف القضايا والظواهر الاجتماعية، كي يكون مرتكزا لإصدار تقرير سنوي عن أوضاع الأسرة. من جهتها أكدت وكيلة مركز الطالبات للدراسات العليا في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وعضو اللجنة التنظيمية الدكتورة أسماء الداود، خلال ترأسها للجلسة الثانية أن وحدتنا الوطنية التي بدأ مسيرتها الإمام المؤسس الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه، أعظم وحده عرفها التاريخ المعاصر، حيث توافرت فيها كل مقومات الوحدة الشرعية، وتحقق فيها بفضل الله الأمن والاستقرار والتقدم والازدهار، لافتة إلى أن المؤتمر الذي تنظمه جامعة الإمام محمد بن سعود هو دليل على أقوى أواصر المحبة والتلاحم بين الراعي والرعية. من جهتها أكدت الأستاذ المساعد بقسم الثقافة الإسلامية بكلية التربية في جامعة حائل الدكتورة جيهان الطاهر عبدالحليم خلال ورقة عمل قدمتها بعنوان "تعزيز دور المرأة الشرعي ضرورة لتحقيق الوحدة الوطنية"، أن تحقيق الوحدة الوطنية تتضح من خلال تطبيق القوانين التي تحقق بدورها العدل والمساواة، إضافة لتعزيز دور المرأة ورعاية حقوقها. وأشارت أن المرأة حظيت في ظل الإسلام برعاية واهتمام كبيرين حين أولاها الإسلام عناية خاصة لشخصيتها وكرامتها، لافتة إلى أن المرأة العاملة تشكل الركن الأساس في البناء الأسري المحقق للاستقرار المجتمعي من خلال الوصول إلى التنمية الشاملة، إذ يتطلب مشاركة أوسع للمرأة من خلال تطوير قدراتها، وإزالة المعوقات التي تعترضها، لتكون عنصرا منتجا في جميع المجالات. واعتبرت عبدالحليم أن مشاركة المرأة في الحياة مؤشر ومقياس على تقدم وتحضر المجتمع, يضاف إلى ذلك وجود المواثيق والاتفاقيات الدولية التي تقر بالحقوق المشروعة للمرأة بما يتفق مع ضوابط الشرع. إلى ذلك أكدت الأستاذ المساعد في كلية التربية قسم أصول التربية في جامعة الملك عبدالعزيز في جدة، الدكتورة عالية الخياط، أن الوحدة الوطنية تتمثل أهميتها البالغة في استتباب أمن وسلامة وهناء المجتمعات، إذ تعتبر ركيزة من الركائز الداعمة لاستقرار المجتمع وجمع شمل أفراده. وأجملت الخياط توصيات ورقة عمل قدمتها بعنوان "دور الأسرة التربوي في دعم معاني الوحدة الوطنية لدى الأبناء"، إلى الحاجة بأن تولي الأسرة السعودية مزيدا من الاهتمام بأبنائها وتربيتهم التربية الإسلامية القويمة، إضافة إلى إنشاء أندية أو مراكز ترفيهية ثقافية اجتماعية، تساند وتكمل دور الأسرة التربوي في احتضان قدرات ومواهب الأبناء وتفجير طاقاتهم وإبداعاتهم. ولفتت أن الحاجة باتت مُلحة إلى الاهتمام بالأسرة السعودية كمؤسسة تربوية اجتماعية على الدولة أن تفيها حقوقها من رعاية صحية واجتماعية ومادية، إضافة لتفعيل دور مؤسسات المجتمع المساندة لدور الأسرة كمراكز الأحياء، وعمد الأحياء لتكون حلقة وصل حقيقية بين الأسرة السعودية والجهات الرسمية. إلى ذلك أكدت أستاذ علم الاجتماع المشارك بكلية العلوم الاجتماعية في جامعة الإمام محمد بن سعود الدكتورة حنان كشك، خلال ورقة عملها "دور الأسرة في تعزيز الوحدة الوطنية" أن أهمية الوحدة الوطنية تبرز من أجل الحفاظ على الهوية الخاصة بكل مجتمع في ظل ما يتهددها من أخطار العولمة ومؤسساتها وهذا لا يعني أن الحل يكمن في الانكفاء على الذات، والابتعاد عن العالم الذي أصبح قرية كونية صغيرة، إنما يعني إكساب المناعة لكل فرد من خلال تربيته تربية وطنية تركز على تزويده بالمعارف، والقيم، والمبادئ والمهارات التي يستطيع بها التفاعل مع العالم المعاصر دون أن يؤثر ذلك على شخصيته الوطنية. وشددت على أن المساس بالوحدة الوطنية أو مجرد التهاون بها أمر مرفوض تماما بل هو خطر يهدد الأمن والاستقرار والبناء،لافتة في ذات الصدد إلى أن اختلاف الوطنية عن المواطنة، فالمواطنة هي مجرد علاقة بين الوطن والمواطن، بينما الوطنية تقوم على الكفاءة الاجتماعية والسياسية للفرد كما تستلزم توافر صفات أساسية في المواطن تجعل منه شخصية مؤثرة في الحياة العامة ، وقادرة على المشاركة في اتخاذ القرارات. وأكدت الدكتورة كشك أن أهم مقومات الوحدة الوطنية نشر المحبة والألفة بين أبناء الوطن، ونبذ العنف والشقاق والخلاف، ونشر لغة المحبة والتسامح والترابط والتكاتف، لأنها جزء مهم من قيمنا الوطنية وهي من القيم التي يحتاجها أبناء مجتمعنا كباراً وصغاراً .