لا يزال مصير محافظة حفر الباطن بأحيائها ال36 مجهولا أمام أي أمطار غزيرة قد تتعرض لها المحافظة في موسم الأمطار، خاصة بعد دخول نجم "سهيل" منذ أيام قليلة، والذي يعد أبرز علامة من علامات هطول الأمطار. ويتسم موقع المحافظة بالخطورة وفي حال تعرضت لهطول أمطار غزيرة قد تؤدي لغرق أغلب أحيائها، الأمر الذي زاد من مخاوف الأهالي من تداعيات هطول أمطار غزيرة شبيهة بأمطار هطلت قبل أكثر من 40 عاما، وأغرقت مدينتهم، حسب روايات كبار السن الذين عاصروها. مشاريع السيول وقد بدأت وتيرة إنشاء مشاريع لدرء مخاطر السيول وتصريفها منذ عدة سنوات إلا أنها وحتى اليوم لم يكن لها دور كبير في حماية المحافظة من الأمطار كون المشاريع لم تكتمل مراحلها، مما أدى لعدم الاستفادة منها بالشكل المطلوب، بل أصبحت قنوات هذه المشاريع عوائق صناعية في شوارع مهمة ورئيسة، في مقدمتها طريق الملك عبدالعزيز الذي يخترق المنطقة المركزية في المحافظة. وبحسب بلدية حفر الباطن فإن أطوال القنوات الخاصة بتصريف السيول بحفر الباطن تبلغ 24 كلم، وتساهم هذه القنوات في سرعة تصريف المياه من الأحياء، حيث ساهمت هذه القنوات في تقليل بقاء المياه داخل الأحياء من ثلاثة أيام إلى ما بين خمس إلى عشر ساعات، إلا أن توقف تنفيذ القنوات في مراحل مشاريع السيول جعل المياه تغمر التقاطعات والأحياء القريبة من نقاط توقف المشروع. نظافة القنوات وتعتبر المخلفات المتراكمة في قنوات تصريف السيول أكبر عائق أمام المياه مما يؤدي لفيضان المياه بسبب تراكم النفايات. وقد شكلت بلدية حفر الباطن فرق طوارئ لتنظيف القنوات في مواسم الأمطار. وساهم ضعف السياج الحامي لقنوات التصريف وتهالكه في الكثير من القنوات في تراكم النفايات بشكل كبير لتغلق منافذ القنوات مع أول زخات المطر. وسجلت المحافظة عددا من حالات غرق الأطفال في قنوات تصريف السيول خلال الأعوام الماضية. لجنة لدراسة المشروع ومع عدم استفادة المحافظة من مشاريع تصريف السيول، تشكلت لجنة في وقت سابق بأمر من صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز، رحمة الله، لدراسة مشروع تصريف السيول بحفر الباطن بناء على مرئيات أمير المنطقة الشرقية السابق الأمير محمد بن فهد. وباشرت اللجنة مهام عملها أواخر جمادى الأولى عام 1432. واقترحت اللجنة التعاقد مع مكتب هندسي لإعداد دراسة عن مخاطر السيول، وكذلك مقترح لإيقاف استخراج تراخيص البناء في الأحياء التي صنفت بأنها خطرة، والعمل على تحديد مواقع لعدد من السدود. السدود وعلى رغم موقع المحافظة الخطر في مواجهة الأودية إلا أنه وحتى الآن لم تتم حمايتها بسدود حديثة تضمن عدم غرقها في حال جريان الأودية، وتحتاج المحافظة على الأقل لأربعة سدود لحمايتها بشكل كامل. ويحمي المحافظة من الجهة الشمالية الآن سد ترابي قامت بإنشائه قيادة المنطقة الشمالية بطول 16 كلم وبارتفاع 6 أمتار وعرض 4 أمتار. وبدأت وزارة المياه والكهرباء إنشاء سد على وادي الباطن. وقال مدير فرع المياه بحفر الباطن المهندس عامر علي المطيري ل"الوطن"، إنه تم إنجاز 90% من السد، ويتبقي على الانتهاء منه أقل من ستة أشهر، وتبلغ تكاليفه 14 مليون ريال. توفر الاعتمادات وعلى رغم توفر الاعتمادات المالية لمشروع تصريف مياه الأمطار ودرء أخطار السيول بحفر الباطن إلا أنه لا يزال تحت إجراءات الترسية. هذا ما أوضحه مدير العلاقات العامة والناطق الإعلامي لأمانة المنطقة الشرقية محمد بن عبدالعزيز الصفيان، مؤكدا أن مشروع تصريف مياه الأمطار ودرء أخطار السيول بمحافظة حفر الباطن تحت إجراءات الترسية، علما بأن المشروع تم فتح مظاريفه في 16/08/1434، حيث إن المدة الإجمالية للمشروع 12 شهرا.