لماذا سارع العالم الغربي إلى التلويح بالتدخل في سورية الآن فقط، بعد ما يقرب من الثلاثة أعوام من الثورة السورية؟! سيقول قائل؛ لمعاقبة النظام السوري؛ لاستخدامه الكيماوي. ربما ذلك، لكن هذا السبب هو جزء من الحقيقة. إن هذا السبب ليس مقتصرا على جريمة استخدام نظام الأسد للكيماوي فحسب، إذ إن النظام السوري سبق وأن استخدم كل الأسلحة المشروعة وغير المشروعة ومنها الكيماوي 15 مرة، وهذا ما قاله الرئيس الأميركي نفسه. لقد مني العالم الغربي بفشل كبير في مصر، وذلك بفشل التحالف الإيراني الإخواني في المنطقة العربية، حين أقدم البطل القومي المصري عبدالفتاح السيسي على تلبية مطلب الشعب المصري بإقصاء الحزب الإخواني الحاكم من قيادة مصر بزعامة الرئيس محمد مرسي. وبهذا فقد تم إفشال المشروع الإخواني الإيراني في مصر وفي المنطقة العربية كافة، الذي كان متحالفا مع السياسة الغربية وعلى رأسها الولاياتالمتحدة الأميركية. ولعلنا الآن نقرأ الترابط الوثيق بين ما حدث في مصر وما يحدث الآن من تطورات في المشهد السوري. الذي حدث في مصر وضع الغرب، وخاصة أميركا في حالة ارتباك وتردد، مما حدا بهذه السياسات لمراجعة الحسابات والتقديرات لحجم القوى الفاعلة في المنطقة العربية، والتي أثبتت الأحداث أن هذه القوى ليست قوى التحالف الإيراني الإخواني، والتي فشل مشروعها للسيطرة على الوطن العربي وأهمها الخليج العربي. إن القوى الحقيقية الفاعلة هي إرادة شعوب المنطقة ويقظة قادتها. هذه الشعوب التي ترفض المطامع الإيرانية في المنطقة كرفضها للمطامع الصهيونية أيضا. لقد اتضحت الصورة لدى الغرب، بأن الشعوب العربية تلفظ أي قوى تتحالف مع إيران، حتى لو كانت هذه القوى إسلامية، وبحجم الحزب الإخواني نفسه. هذا الحزب الذي راهنت أميركا على نجاحه في المنطقة وعلى قدرته في حفظ أمن إسرائيل. سقط هذا الحزب سقوطا ذريعا، بل إنه أقدم على الانتحار، ومن ثم هوت شعبيته إلى الحضيض بعدما بلغ التعاطف الشعبي الإسلامي منه مبلغه، والآن يسارع الغرب للتدخل عسكريا في سورية بما يخدم مصالحه في المنطقة العربية.