طهران، لندن - «الحياة»، رويترز - قالت إيران أمس إن ما يحدث في سورية «شأن داخلي»، وإن الحكومة والشعب السوري «ناضجان سياسياً بما يكفي لحسم القضايا التي تخصهما»، محذرة من أي تدخل عسكري في سورية لأنه «يمكن أن يكون له عواقب على المنطقة». وتعد التصريحات الإيرانية هى الأخيرة في سلسلة مواقف إيرانية رسمية تؤيد دمشق في الأزمة السياسية الراهنة التي تمر بها. إلا أن دولاً غربية تقول إن إيران لم تدعم سورية فقط سياسياً في الأزمة الحالية، بل قدمت لها دعماً عسكرياً ونصائح وشاركت معها في قمع المحتجين، غير أن طهران نفت هذه الاتهامات. وقال الناطق باسم الخارجية الإيرانية رامين مهمان براست في مؤتمر صحافي أمس: «بعض الأنظمة خاصة أميركا والنظام الصهيوني والتي لها أهداف خاصة تحرض الجماعات الإرهابية في سورية وفي المنطقة لتنفذ عمليات إرهابية وتخريبية». وتابع مهمان براست «ما يحدث في سورية شأن داخلي. الحكومة والشعب السوري ناضجان سياسياً بما يكفي لحسم القضايا التي تخصهما». وحذر المتحدث باسم الخارجية من أي تدخل عسكري صريح من جانب الغرب. وقال «نعتقد أن ليس من حق الأميركيين بأي حال التدخل عسكرياً في أي دولة بالمنطقة أعني سورية. نرى أن هذا تصرف خاطئ... يمكن ان تكون له عواقب على المنطقة». وتابع «السياسات المخادعة التي ينتهجها الأميركيون والدول الغربية مع بعض دول المنطقة - وبخاصة سورية - مبعث عار لهم». وشدد المسؤول الإيراني: «كل هذه الجهود تهدف إلى أن ينسى سكان المنطقة الأسباب الرئيسة وراء اضطراباتهم وأسباب تخلفهم وهي السياسات التي تنتهجها الولاياتالمتحدة والدول الغربية التي تربطها تحالفات مع النظام الصهيوني في المنطقة». وعبرت إيران عن تأييدها للانتفاضات في معظم العالم العربي لكنها لم تفعل ذلك مع سورية التي تشارك معها فيما يعرف «بخط الممانعة» ضد إسرائيل وتدعم كل منهما حركة «حماس» و «حزب الله». وأيد مهمان براست ما تقوله الحكومة السورية من أن الاحتجاجات المندلعة منذ ثلاثة أشهر «هي جزء من مؤامرة تدعمها قوى أجنبية». وقال «النظام الصهيوني والمدافعون عنه يشعرون بتهديد خطير. لذلك يفعلون كل ما يستطيعون للقضاء على خط الممانعة الذي يقف ضد عدوان النظام الصهيوني». وخلال الأيام الماضية انعكست التطورات في سورية على الوضع الداخلي الإيراني، فهناك رموز في التيار الإصلاحي انتقدت ممارسات النظام السوري، كما ان الحركة الإصلاحية في إيران نالت زخماً مع الثورات العربية. ويوم 9 حزيران (يونيو) الجاري عزز الأمن الإيراني وجوده في الشوارع والميادين الرئيسة في طهران والمدن الكبرى تحسباً لخروج تظاهرات من أنصار الحركة الإصلاحية في الذكرى السنوية للانتخابات الرئاسية الإيرانية 9 حزيران 2009 والتي فاز فيها الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد على مرشح الإصلاحيين مير حسين موسوي، وهي الانتخابات التي قال الإصلاحيون انها شهدت مخالفات كبيرة، ما أدى إلى أخطر أزمة سياسية يواجهها النظام الإيراني منذ الثورة الإيرانية عام 1979.