استعانت جهات الاختصاص في أمانة الأحساء بفرقة الطوارئ والصيانة في الشركة السعودية للكهرباء بالأحساء أول من أمس، لفصل التيار الكهربائي عن 250 دكانا في سوق القيصرية "البديل" -سوق الخضار والفواكه المركزي سابقا- في حي الرفعة الشعبي وسط مدينة الهفوف. وكانت أمانة الأحساء أمهلت جميع الباعة في دكاكين السوق عدة مرات، تجاوزت فتراتها الزمنية أكثر من سنة كاملة، قبل أن تخاطب "الكهرباء" لفصل التيار الكهربائي المغذي لجميع الدكاكين، بما فيها الإنارة الخارجية لساحات السوق. وفيما سلمت مجموعة كبيرة من الباعة في السوق خلال المهلة مفاتيح دكاكينهم في أوقات سابقة لإدارة تنمية الاستثمارات في الأمانة باعتبار أن عقود إيجارات تلك الدكاكين انتهت بنهاية العام الهجري المنصرم 1433، وغالبيتهم انتقلوا إلى مواقعهم في سوق القيصرية الأثري "الجديد" أو في المتاجر والمحال المحاذية لسوق القيصرية الأثري "الجديد"، بقيت مجموعة أخرى طوال هذه المدة في دكاكينهم السابقة بحجة عدم توفر دكاكين لهم في موقع سوق القيصرية "الجديد". وبدوره، أوضح أمين الأحساء المهندس عادل الملحم ل"الوطن" أمس، أن جهات الاختصاص في الأمانة تعتزم تحويل موقع السوق إلى موقع تراثي كسوق ل"الحرفيين"، بعد ضمه إلى سوق القيصرية الأثري "الجديد" والمنطقة التاريخية لوسط الهفوف، مبيناً أن البدء في أعمال المشروع الجديد في الموقع مع الميزانية المالية المقبلة، فيما تقررت خلال الأيام القليلة المقبلة أعمال الإزالة للمبنى "الحالي"، لافتاً إلى أن التصاميم النهائية للمشروع روعي فيها الحفاظ على الجوانب التاريخية والتراثية للسوق، واشتمال مرافق السوق على دكاكين "تراثية" لجميع الحرف والصناعات اليدوية والتقليدية التي تشتهر بها الأحساء خاصة والمملكة عامة. وقال إن الزائر للسوق سيعيش خلال جولته برنامجاً تاريخياً للأحساء، يعود به إلى حقب زمنية ماضية عاشتها الأحساء قديماً، يبرز فيها التراث والعادات الأحسائية القديمة بما يسهم في ترسيخ المكانة التاريخية للأحساء، التي تعود بجذورها لأكثر من 4 آلاف عام ماضية، وسيكون المشروع معلما سياحيا في المحافظة يشار إليه بالبنان، ويشكل وجهة سياحية تراثية متكاملة في المحافظة، كما يضم مجموعة من المقاهي والمطاعم للأكلات الشعبية الأحسائية المميزة، وساحة لتنفيذ الفعاليات التراثية.