يعاني سكان المناطق التهامية في عسير من انتشار أمراض الدم الوراثية بكافة أنواعها بينهم، وأبرزها "الأنيميا المنجلية"، وبالرغم من الأعداد المتزايدة للمرضى، إلا أنه لا يوجد في تهامة مركز متخصص لتلك الأمراض، وبالتالي تزداد معاناتهم من التنقل بين المدن الرئيسة طلبا للعلاج، في حين كشفت الشؤون الصحية في منطقة عسير عن وصول أعداد المصابين بأمراض الدم الوراثية في تهامة عسير إلى أكثر من 3 آلاف مصاب يحول منهم 600 شخص إلى مستشفيات خارج المنطقة سنويا. ويقول عاطف بن شاكر الشهري، شيخ قبيلة آل سعيد بن علي المجاردة، إن مستشفي محافظة المجاردة العام يرتاده كثير من المراجعين، والذين يحملون أمراض الدم الوراثية بكافة أنواعها من أهالي المحافظة والمراكز التابعة لها إلا أنه لا يوجد به وحدة أمراض وراثيه، وهناك مطالب عديدة من المواطنين، ولكن لم تحقق مطالبهم، ونحن باسم أهالي محافظة المجاردة نطالب وزارة الصحة بشكل عام والشؤون الصحية بمنطقة عسير بشكل خاص تحقيق رغبة أهالي المحافظة ومراكزها بشكل عام ومرضى الدم وذويهم بشكل خاص، بتأمين وحدة أمراض وراثيه في مستشفي المجاردة العام، ونتمنى من وزارة الصحة إيجاد مركز متخصص لأمراض الدم الوراثية في تهامة عسير لخدمة المرضى الكثر في هذا الجزء الحيوي من الوطن. ويقول أحمد بن مصطفى الشهري لديه أبناء مصابون بالأنيميا المنجلية إن مطلب أهالي المجاردة بإيجاد مركز متخصص لأمراض الدم الوراثية في غاية الأهمية والمفترض وجوده منذ زمن لوجود أكثر من1200 حالة تراجع مستشفى المجاردة العام، ويعاني المرضى وذووهم معاناة شديدة بسبب عدم وجود وحدة متكاملة خاصة بأمراض الدم الوراثية. ومن جانبه، قال المشرف التربوي من مكتب التربية والتعليم بالمجاردة علي عوض الشهري، إن النسبة العامة من المصابين بأمراض الدم على مستوى مدارس مكتب التربية والتعليم بالمجاردة لا تقل عن 15% بين الطلاب. وقال الشهري، إن الأنيميا تكثر وتكون أوضح في المرحلة الابتدائية والمتوسطة، أما المرحلة الثانوية، فالأعداد بها قليلة للغاية؛ لأن الطالب المصاب ربما لا يصل للمرحلة الثانوية أو قد لا يواصل الدراسة بسبب المرض. وعلمت "الوطن" أن عدد مرضى الدم بكافة أنواعه الذين يراجعون مستشفى المجاردة أكثر من 1200 مريض 90٪ منهم مصابون بمرض الأنيميا المنجلية و10٪ مصابون باللوكيميا "سرطان الدم". ومن جهته أوضح الناطق الإعلامي بصحة عسير سعيد بن عبدالله النقير، أن عدد المرضى المصابين بأمراض الدم والأمراض الوراثية بمنطقة تهامة عسير يقارب ثلاثة آلاف حالة، ما بين حامل أو مصاب بأمراض الأنيميا المنجلية والهيموفيليا والثلاسيميا، إذ يتم تحويل ما يقارب ستمئة حالة سنويا لمستشفيات ومراكز العلاج المتخصصة خارج المنطقة، إضافة إلى ما يعانيه هؤلاء المرضى من مشقة السفر لتلقي العلاج أو نقل الدم. وقال النقير إنه تم إدراج مشروع تجهيز برج طبي سعة مئة سرير لأمراض الدم والأمراض الوراثية بمستشفى محايل العام ضمن المشاريع التطويرية لميزانية عام 1435-1436 ليخدم كامل منطقة تهامة عسير، ويسهم في تقديم خدمات تخصصية عالية المستوى، ورفع الوعي الصحي لدى المرضى وذويهم، وتقليص أعداد الإحالات من المرضى لمناطق خرى. وقد كشف برنامج الزواج الصحي بمستشفيات منطقة تهامة عسير عن عدد من المصابين بأمراض الدم منذ بداية العام الحالي وحتى تاريخه فمن بين 36280 عينة تم فحصها تم اكتشاف 1333 إصابة من بينها 679 أنثى بنسبة 50.94% وبلغ عدد الذكور 654 بنسبة 49.06%.