بجوار الصخرة التي وقفت عليها الشاعرة العربية الخنساء وهي تلقي أشعارها التي خلدها التاريخ، وقفت أول من أمس السيدة الأميركية "ان سارة كاسبر" القنصل الأميركي في جدة تتابع عن كثب فعاليات "سوق عكاظ" بعد أن علمت عنه وحرصت أن تكون أول الحاضرين لدورته السابعة، لتعطي مؤشرا على أن سوق عكاظ العربي القديم بات اليوم سوقا عربيا عالميا. السيدة "كاسبر" التي تتحدث العربية بطلاقة قالت إنها منذ عام وهي تنتظر "سوق عكاظ"، مشيرة إلى أنها حريصة على زيارة سوق عكاظ قبل أن تأتي للمملكة. وقالت كاسبر في حديث إلى "الوطن" "تشجعت كثيرا على زيارة "سوق عكاظ"، وأحببت أن آتي، لأني مهتمة بالأدب والثقافة، وعادات وتقاليد وتاريخ البلد، فأعتقد أن سوق عكاظ فرصة لي لكي أتعلم وأشاهد ثقافة جديدة من الثقافات العربية والسعودية بشكل خاص، وفي السعودية كان لدي فرصة لمشاهدة الرقصات الشعبية المميزة، فالعادات والتقاليد وحياة الناس شيء مهم بالنسبة لي". وأضافت "أنا أهتم بالأدب والثقافة منذ الجامعة، لأني أهتم بالعالم العربي وأستمتع بالأدب وباللغة العربية والتعرف على الأشخاص بشكل ثقافي، وشعرت أن الأدب مدخل للثقافة والمجتمع. وقالت إن العلاقات الثقافية بين المملكة وأميركا مهمة جدا، واليوم هناك رافد لهذه العلاقات وهم الطلاب المبتعثون الذين يذهبون لأميركا للدراسة، وبالتالي أصبح الناس هناك يفهمون السعودية بشكل أكبر من خلال المبتعثين، وأتمنى أن يكون كل سعودي هناك سفيرا لبلده وكل أميركي هنا سفيرا لبلده، فالتبادل الثقافي مهم بيننا ونفتخر بعلاقتنا معكم. وكانت "كاسبر" قد قامت قبيل انطلاقة سوق عكاظ، الذي كانت أبرز ضيوفه من غير العرب، بزيارة لنادي الطائف الأدبي التقت خلالها بأعضاء مجلس إدارة النادي واطلعت على مكتبته وأهدتها عددا من الإصدارات، كما قامت بزيارة لجامعة الطائف والتقت بمدير الجامعة الدكتور عبدالإله باناجة وبحثت معه عددا من المحاور المتعلقة بالعلاقة بين الجامعة والقنصلية، فيما يخدم المبتعثين من الجامعة للولايات المتحدة الأميركية.