وجَّهت الولاياتالمتحدة تحذيرا للحكومة اللبنانية من مغبة مهاجمة "حزب الله" لمصالحها في المنطقة عند توجيه الضربة العسكرية لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، وقال نائب مستشارة الأمن القومي أنتوني بلينكن إن "على حكومة الرئيس ميشال سليمان أن تضطلع بمسؤولياتها في السيطرة على أي تجاوزات تحدث من أراضيها"، وأضاف "لن نتسامح مع أي تهديد أو محاولة للاعتداء على مصالحنا في المنطقة، وسيكون ردنا على أي فعل من هذا النوع قويا بما يكفي". وتابع: "ندعو السلطات اللبنانية لكبح حزب الله ومنعه عن ارتكاب حماقات قد تؤدي إلى رد فعل قاس". وكانت تقارير إخبارية قالت إن "حزب الله" أقام غرفة عمليات ميدانية تمثلت في وضع صواريخه في حالة جاهزية تامة، كما دعا جميع كوادره إلى الالتحاق بمواقعهم". كما أكدت تقارير استخبارية أن الحزب الطائفي "بانتظار أوامر من الحرس الثوري الإيراني، إزاء كيفية الرد على الضربة العسكرية المتوقعة، بعد أن غامر بالتدخل العلني في سورية". وفي محاولة لمنع الضربة العسكرية، طرحت روسيا مبادرة في الوقت الحرج، بوضع الأسلحة الكيماوية السورية تحت رقابة دولية، وافقت عليها دمشق، وفقا لوزير خارجية الأسد، وليد المعلم، عقب مباحثاته مع نظيره الروسي سيرجي لافروف في موسكو أمس. والتحذيرات من المبادرة سبقت الترحيب، إذ حذر رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون من أن يكون هدفها صرف الانتباه، إلا أن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عدها "مخرجا من شلل محرج"، وأعلن أمس أنه قد يطلب من مجلس الأمن مطالبة سورية بنقل مخزوناتها من "الكيماوي" لمواقع أخرى، حيث يمكن تخزينها بأمان وتدميرها. وكان وزير الخارجية الأميركي جون كيري، أعلن في وقت لاحق أن سورية قد تجنب نفسها هجوما عسكريا، إذا سلم الأسد كل أسلحته الكيماوية خلال أسبوع، لكنه أوضح أنه لا يقدم عرضا جديا. وبدورها أكدت مستشارة الرئيس الأميركي للأمن القومي سوزان رايس أن الرد العسكري على نظام دمشق بات أمرا ضروريا، مشيرة إلى أن عدم الرد يثير شكوكا في قدرة واشنطن، بعدما وافقت 14 دولة إضافية على ضرورة "رد دولي قوي" في سورية. وأعلن البيت الأبيض أمس أن الدول الموافقة على "الرد" أصبحت 25 دولة، بعد النداء الذي أصدرته 11 دولة الجمعة الماضي على هامش قمة مجموعة العشرين، والدول ال 14 الأخيرة، بينها الإمارات وقطر. من جهة أخرى، قال مستشار الأمن القومي الأميركي الأسبق زبيجنيو بريجنسكي ل"الوطن"، إن الرئيس أوباما وضع نفسه في موقع لا يحسد عليه. إذ يشهد الكونجرس انقساما واضحا بين مؤيدي الهجوم العسكري ومعارضيه. وبشأن ما سيفعله البيت الأبيض إذا رفض المجلس طلب الرئيس، فإنه لا يزال محلا للتوقعات، فهناك من يرجحون أن يسعى الرئيس لإيجاد آلية لحفظ ماء وجهه تجعله يتراجع عن الضربة، إلا أن أغلب الآراء تؤكد أنه سيأمر بتوجيهها على أي حال. وتابع: "لا أدري لماذا وضع البيت الأبيض نفسه في مواجهة خيارين سيئين، إما خسارة مصداقيته داخليا لو أهمل رفض الكونجرس، أو خسارتها عالميا إذا أذعن لرفضه". وحول موقف روسيا ومعارضتها لإدانة الأسد قال: "موسكو تخشى أن يتحول التدخل الغربي إلى سابقة قابلة للتكرار، ومن ثم يصبح ذلك وسيلة لإعادة صياغة خرائط التحالفات في العالم.