يلتقي اليوم رئيس فريق القضية الجنوبية محمد علي أحمد بممثلي الحراك الجنوبي لاتخاذ موقف من استمرارهم في مؤتمر الحوار الوطني أو الانسحاب الكامل منه. وأوضحت مصادر ل "الوطن" أن مشاورات جادة ومكثفة جرت في الفترة الأخيرة بين الرئيس عبدربه منصور هادي ومبعوث الأممالمتحدة إلى اليمن جمال بن عمر وعدد من سفراء الدول الراعية للمبادرة الخليجية هدفت إلى تلبية مطالب الحراك الجنوبي ووضع آلية جديد لمواصلة أشغال مؤتمر الحوار. وأشارت المصادر إلى أن التوقعات العامة تشير إلى احتمال عودة مشاركة ممثلي الحراك الجنوبي في المؤتمر فيما تبقى من أعمال المؤتمر، بعدما شكل مقاطعتهم تعثرا لبقية الفرق التي ترتبط مخرجات عملها بفريق القضية الجنوبية. في غضون ذلك قتل شخص بانفجار عبوة ناسفة يسود غموض بشأن طبيعته، وأكدت مصادر أمنية وشهود عيان انفجار قنبلة في شخص كان يحملها في أحد شوارع العاصمة صنعاء في وقت مبكر من فجر أمس. ورجحت مصادر أمنية أن يكون الرجل، حاول زرع عبوة ناسفة في سيارة ضابط استخبارات عند تقاطع 20 بشارع الدائري الغربي، إلا أن مصادر أخرى قالت إنه شخص لا علاقة له بالجماعات المتطرفة، وإنه كان يجمع علبا بلاستيكية في برميل قمامة وقت وقوع الانفجار، ورجحت أن تكون القنبلة قد وضعت فيه لاستهداف شخصية أمنية أو عسكرية تسكن بالمنطقة. وتتكرر حوادث اغتيال ضباط في الأمن والجيش عن طريق زرع عبوات ناسفة في سياراتهم أو إطلاق الرصاص عليهم بشكل مباشر، مثلما حدث في الفترة الأخيرة عند استهداف رجل يعمل في جهاز الأمن السياسي في محافظة حضرموت، شرقي البلاد. وتتهم الأجهزة الأمنية جناح تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، الذي يتخذ من اليمن مركزاً له، بالوقوف وراء عمليات الاغتيال التي حصدت عشرات من ضباط الشرطة والأمن السياسي (المخابرات) والجيش. يأتي ذلك في وقت أكد فيه الرئيس عبدربه منصور هادي "أن اليمن اليوم في منعطف تاريخي مهم وفي محك الاختبار إما أن يخرج من أزمته بنجاح الحوار نجاحاً كاملاً، أو أن يذهب لا سمح الله إلى متاهات لا تحمد عقباها". وأوضح خلال لقائه أمس مجموعة من الأعيان من محافظات يمنية، أن الأزمة التي عصفت باليمن مطلع عام 2011 قد جاءت على خلفية تراكم أزمات متتالية، بالإضافة إلى أخطاء تكررت على حساب الأمن والاستقرار والتنمية. واستعرض القضايا والموضوعات التي أوصلت اليمن إلى هذه الأزمة التي خلفت مآسي وكوارث على مختلف المستويات الأمنية والسياسية والاقتصادية. ونوه بما قدمه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وقادة دول مجلس التعاون الخليجي ورؤساء الدول الخمس ذات العضوية الدائمة بمجلس الأمن عندما اتصل بهم من أجل المساعدة لاحتواء نار الفتنة وعدم انزلاق اليمن إلى الحرب الأهلية. وقال الرئيس اليمني: "إن الجميع أبدوا تفهما كبيرا وتعاونا إيجابيا من أجل تجنيب اليمن الحرب والمتاهات، فكانت المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة المخرج الآمن والمشرف على قاعدة لا غالب ولا مغلوب، وارتكزت على مبادئ وأسس أمن واستقرار ووحدة اليمن". وأكد الأعيان من أبناء المحافظات وقوفهم إلى جانب الرئيس اليمني في السراء والضراء من أجل أن يخرج اليمن إلى واحة الأمن والاستقرار، وتنطلق عجلة التنمية والتطور وتتحقق الأهداف المنشودة.