استورد نظام دمشق فكرة الاعتصامات الميدانية، في محاولة لتفعيل "الدروع البشرية" لصد الهجوم الغربي المرتقب على مواقع للنظام، لا سيما في جبل قاسيون الدمشقي، الذي حوله النظام إلى منصة لإطلاق صواريخ "سكود" على بعض المناطق الدمشقية التي يتحصن بها الثوار ومقاتلو الجيش الحر. وفي مبادرة أكدت مصادر "الوطن" أنها من نتاج وصنيعة أجهزة استخبارات الأسد، أخذ سوريون على عاتقهم إطلاقها تحت شعار "على أجسادنا.. لن تمروا"، في إشارة للقصف المرتقب، وذلك بتجنيد أنفسهم كدروع بشرية. وعثرت "الوطن" بعد استقصاء على شبكة الإنترنت، على صفحة خاصة بالمبادرة "الأسدية"، واشترط المنظمون عدة شروط، أبرزها منع مغادرة موقع الاعتصام إلى أعلى الجبل أو سفحه. في غضون ذلك، كشفت مصادر "الوطن"، عن تحركات لميليشيات حزب الله تم رصدها على أطراف العاصمة دمشق، لصد أي تحرك من كتائب الجيش السوري الحر، قد يُصاحب الضربة العسكرية المرتقبة، في محاولة لمساندة النظام من جانب، والسعي وراء قطع أوصال كتائب الثوار من جانب آخر. وكانت "الوطن" كشفت في سبتمبر الجاري، عن فرق ميدانية مكونة من المنشقين عن نظام الأسد، تلقوا تدربيهم على يد قوة أميركية على الأراضي السورية، تستعد لساعة الصفر، وتنوي الدخول إلى العمق السوري، لإحداث نوع من "خلخلة" موازين قوى الجيش السوري النظامي. ميدانياً، فيما حشدت تركيا مزيدا من قواتها على طول الشريط الحدودي مع سورية تحسبا للضربة العسكرية، تمكن الجيش الحر من إسقاط طائرة حربية بمحافظة إدلب الشمالية، فيما تواصلت المعارك والاقتتال في عدد من المحافظات السورية. وخرج مُناهضو الأسد في مظاهرات حاشدة، تحت شعار "ليس بالكيميائي وحده يقتل الأسد أطفالنا"، في محاولة للفت أنظار العالم لأساليب القتل التي ينتهجها النظام السوري، بصرف النظر عن السلاح الكيماوي، طالما أن "الموت واحد". وشهدت أحياء جوبر، وبرزة، والقابون، ومخيم اليرموك، بالتزامن، قصفا من قوات النظام بالمدفعية الثقيلة على هذه الأحياء وعلى أحياء التضامن والقدم والحجر الأسود. وفي حلب واجه الثوار قوات النظام المتمركزة في بعض الأحياء الحلبية بصواريخ محلية الصنع، في وقت شهدت فيه اللاذقية على الساحل الغربي لسورية، اشتباكات بين مقاتلي الحر والقوات النظامية، فيما شهدت الرقة شمالاً اشتباكات مماثلة لثني مقاتلي الحر من التقدم في عدد من المواقع التابعة للنظام. كما تجددت الاشتباكات أمس بين مقاتلين معارضين والقوات النظامية عند أطراف بلدة معلولا ذات الغالبية المسيحية في ريف دمشق، حسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان، وذلك بعد يومين من انسحاب المعارضة من البلدة. وأوضح المرصد أن الاشتباكات جاءت بعد أن "استهدفت القوات النظامية فجرا بالمدفعية التل الذي يقع فيه فندق سفير معلولا ويتمركز فيه مقاتلون" معارضون.