هيمنت شبكات التواصل الاجتماعي خلال العامين الأخيرين على الحملات الإعلامية، وأضحت تتربع بحسب المتخصصين على وسائل "التأثير الإقناعي"، أياً كان هدف تلك الحملات وطبيعة التأثيرات التي تحملها. وأرجع الأكاديمي الإعلامي الدكتور سالم الرويلي في حديثه ل "الوطن" تأثير شبكات التواصل الاجتماعي إلى نتيجة التعقيد المتزايد في المجتمعات الحديثة، والقوة المتنامية للرأي العام بحيث أصبح كسب تأييد وتعاون وثقة الآخرين عن طريق الإقناع جزءاً لا يتجزأ من العمل اليومي لإدارة المؤسسات والمنظمات الحكومية وغير الحكومية والشركات العامة منها والخاصة. وأضاف الرويلي أن عناصر وسائط التواصل الاجتماعي وخاصة "فيسبوك" و"تويتر" و"يوتيوب"، تمثل عناصر أساسية في تلك الحملات، وأنها سحبت البساط من تحت أقدام "الإعلام التقليدي"، في مراحل التخطيط القبلي ومراحل التنفيذ الإجرائي البعدي. كما يركز الدكتور الرويلي على معلومة حيوية وهي أن المجتمع السعودي الذي يعد أكثر المجتمعات العربية تفاعلاً وتواصلاً مع وسائط التواصل الاجتماعي، كان داعماً فعلياً مباشراً لتغيير نمط شكل "الحملات الإعلامية" في السعودية. تشير بعض الدراسات الحديثة المتخصصة في الحملات الإعلامية إلى أن اختيار خبراء العلاقات العامة ل "شبكات التواصل الاجتماعي"، في الحملات يعود إلى أنها أضحت "الوسيلة الاتصالية" الفعّالة، للوصول إلى جميع الشرائح المستهدفة من الجماهير، والأقل تكلفة من الناحية المالية، والأسرع انتشاراً وتشعباً. وقال الخبير في إحدى شركات العلاقات العامة المحلية مروان سعدات ل"الوطن" إنه يحسب لشبكات التواصل الاجتماعي أنها تتعامل مع المعلومة والخبر والحدث لحظة وقوعها، ويمكن تبادل هذه المعلومات بين الأصدقاء معززة بالصور ومقاطع الفيديو والتعليق والرد على بعضها، وهذا ما لم تتمكن منه وسائل الإعلام الحديثة، فإنها ولو قدمت الخبر تحت مسمى (عاجل أو مباشر)، فإنها تقوم فقط بدور المرسل من خلال وسيلتها الإعلامية كالفضائيات مثلاُ، ولم تتمكن من أن تجعل المشاهد يتفاعل معها في لحظة بثها لتلك الأحداث إلا بعد فترة من الوقت عندما تكون تلك الأخبار قد نشرت على موقعها الإلكتروني، وبهذه الحالة يمكن لمتصفح تلك المواقع للقنوات الفضائية أن يرد أو يعلق على تلك الأخبار. ويضيف: "لم يقتصر استخدام شبكات التواصل الاجتماعي على الأفراد أو المؤسسات بأشكالها المختلفة فقط، ولا استخدامها من قبل بعض المسؤولين والسياسيين في دول عديدة في العالم فحسب، وإنما أصبحت الكثير من الجامعات والمعاهد العلمية والمؤسسات العامة والخاصة تتواصل مع طلابها عبر الشبكات الاجتماعية والمواقع الإلكترونية، ونتيجة لإقبال الناس على التسوق الإلكتروني، فقد زادت نسبة الإعلانات والحملات الإلكترونية على مواقع الإنترنت، مما حقق بالتالي ارتفاعاً خيالياً في أرباحها".