أطلقت دول مجاورة لسورية أمس نداءً في جنيف إلى المجتمع الدولي للحصول على مساعدات طارئة في مجال التنمية، خصوصا المدارس والبنى التحتية، وذلك لمواجهة تفاقم أزمة تدفق اللاجئين السوريين إلى هذه البلدان الذين فاق عددهم المليونين وبات يمارس ضغطاً متزايداً على الدول المضيفة، مما دفع وزراء خارجية لبنان والأردن وتركيا والعراق إلى الاجتماع مع رئيس المفوضية العليا للاجئين في الأممالمتحدة انطونيو جوتيريس. وقال الوزراء في بيان مشترك "نواجه التصعيد المأساوي للنزاع السوري، أي استخدام أسلحة كيماوية. ونرى أن كل الأعمال التي تولد تدفقاً للاجئين يجب أن تتوقف. كما أن إيجاد حل سياسي لوقف دورة الرعب هذه أمر يتسم بضرورة ملحة". وأضافوا "للأسف لا يلوح في الأفق حل إنساني للأزمة السورية، لذلك لا بد للمجتمع الدولي أن يعمل على إيجاد حل سياسي ينهي هذا الصراع". وفتح اجتماع الوزراء في جنيف الطريق أمام مناقشات وزارية رفيعة المستوى مرتقبة أواخر الشهر الجاري في إطار الاجتماع السنوي للجنة التنفيذية للمفوضية العليا للاجئين. وتتناول هذه المحادثات البحث عن توافق للتوصل إلى التزامات على نطاق كبير يشمل مساعدة إنسانية ودعماً طارئاً في مجالات التنمية والتعليم، والبنى التحتية. ويشمل ذلك إشراك مؤسسات مالية دولية مثل البنك الدولي. كما تطالب الدول المجاورة لسورية باقي دول العالم باستقبال عدد أكبر من اللاجئين. وتشير إحصاءات رسمية إلى أن لبنان يستضيف أكبر عدد من اللاجئين السوريين يقدر بحوالي 720 ألف لاجئ مسجلين لدى المفوضية العليا للاجئين، يليه الأردن بحوالي 520 ألف شخص، ثم تركيا مع 464 ألفاً، والعراق مع 200 ألف. أما مصر فتستضيف 111 ألف لاجئ سوري. وأكد وزراء دول الجوار السوري في ختام اجتماعهم أنهم لن يغلقوا حدودهم في وجه النازحين السوريين، مستندين في هذا الموقف إلى الاعتبارات الإنسانية. إلا أنهم أشاروا إلى الصعوبات الكبيرة التي تواجهها بلدانهم في مواجهة تزايد الأعداد، خصوصا لبنان والأردن، البلدين اللذين يواجهان أصلاً أوضاعاً اقتصادية صعبة. وفي هذا الإطار حذر الوزير اللبناني وائل أبو فاعور من أن الوضع في لبنان، "يصبح مقلقا للغاية من النواحي الأمنية، والاجتماعية، والاقتصادية حيث بات حوالي ربع السكان من السوريين". وأشار إلى أن رد المجتمع الدولي كان ولا يزال حتى اليوم مخيباً جداً. ومما يزيد من الصعوبة أن لبنان سجل تدفقاً أكبر للاجئين منذ استخدام الأسلحة الكيماوية" في المجزرة التي شهدتها الغوطة الشرقية في ريف دمشق في 21 أغسطس الماضي. وبدوره أشار الوزير التركي إلى ضرورة الاستعداد "لسيناريو كارثي" في سورية، في حين أبدى نظيره الأردني ناصر جودة قلقه من "سيناريو كابوس" مع وصول عشرات الآلاف من اللاجئين في يوم واحد.