فيما لم تحظ المجسمات الجمالية الفنية في محافظة الأحساء برضا الجمهور من حيث الدلالة والتعبير الفنيين، اعتبر المهندس المعماري والمهتم بشؤون التخطيط عبدالله الشايب، أن هذه المجسمات التي أنشأتها أمانة الأحساء في بعض شوارع المحافظة الرئيسة لا تعتبر "جمالية"، وأنها محل اجتهاد من قبل الأمانة، مؤكداً أن الأمر اعتمد على العجلة وسرعة الإنجاز في فترات التحسين التي طالت تلك الشوارع، وتركزت في أماكن معينة مثل المسطحات الخضراء بشارع الملك فهد أمام محطة الهفوف للسكة الحديد، وشارع الظهران بالمبرز. وقال المهندس الشايب ل"الوطن"، إن وجود بعض "المجسمات" ذات الطابع السريالي كان خطأً في بعض الأماكن، فقد وضعت بعضها في جزر صغيرة، كما في شارع الظهران، بينما مقابل السكة الحديد عملت على خلق رؤية بصرية لمستخدمي المسطحات الخضراء، مشيراً إلى أنه لا توجد في مدن الأحساء جميعها مجسمات يعتد بها من حيث الحجم الذي يستوعب الحالة البصرية في الميادين التي يمكن اعتبارها معلماً مع عدم إغفالنا لمجموع المجسمات الصغيرة التي نفذتها هيئة الري بجوار عيون المياه والمسابح، وكذلك تلك المجسمات التي أقيمت بمتنزه الأحساء الوطني بمدينة العمران. ولفت المهندس عبدالله إلى أن واحة الأحساء بما تمثله من بوابة للخليج، تحتاج إلى أكثر من مفهوم المجسم الثلاثي الأبعاد، فهناك الرسم على الحيطان وسواتر الفراغات والنوافير، وأن أمانة الأحساء والبلديات ورجال الأعمال محل مسؤولية مشتركة في تطوير قاعدة مستدامة لإقامة عمل المجسمات، خاصة مع العمق التراثي والتاريخي، فضلاً عن وجود كفاءات تصميمية وفنانين تشكيلين قادرين على المساهمة في تشكيل طابع المدينة، وبالتأكيد هؤلاء يستطيعون برؤيتهم الثاقبة والفنية الدقيقة ملامسة إبداعات الحضارة، ومن ثم يطرحون كيفية التعامل معها ليصلوا إلى مستوى جيد من الإخراج الفني بما يتوافق مع بيئتنا ومجتمعنا من جهة، وروح الذوق الفني من جهة أخرى، بما فيها الاختيار الأنسب لكل موقع، ومن هنا أقول للأمانة إننا بحاجة فعلية لمراجعة واضحة وإعطاء فرصة لصقور الفن والثقافة في الأحساء ليترجموا قدراتهم بحلل فنية في الميادين وغيرها لتعبر عن مستوى الوعي والحالة الحضرية. وأوضح الشايب أن المجسمات عموماً تأتي بناءً على استقرار حضري في المدن، وتعتبر أحد أهم المظاهر المدنية التي تدل على ثوابت التنمية من جهة، وارتفاع الذوق الفني من جهة أخرى، لذا ارتبطت المجسمات بالميادين العامة والساحات والحدائق والشواطئ ومداخل المدن والمجمعات الحضرية، وهي تمثل أكثر من وجه فني يعتمد على مفردات تراثية أو وظيفية أو وطنية أو إنجاز حضاري أو فنية، ومن الناحية الحضرية فالمجسم بكونه يبرز الحالة الحضرية إلا أنه يكسر الاستمرارية، سواء في سعة الفراغات كالميادين أو الشواطئ أو طول الطريق، فكلما كان قادراً أن يوقع عنصر المفاجأة عند المشاهد كان أكثر رسوخاً وارتياحاً. من جانبه، أكد أمين أمانة الأحساء المهندس عادل الملحم ل"الوطن"، أن الأمانة لديها دراسات لمجسمات جديدة ستطرحها كمشاريع في الميادين العامة الرئيسة في مدينتي الهفوف والمبرز، خلال ميزانية هذا العام أو العام المقبل، وتحمل هذه المجسمات طابعاً ذا مفهوم قوي، مثل ميدان الساعة وراية التوحيد.