دعا مفتي الديار العراقية الشيخ رافع الرفاعي، المواطنين إلى مواصلة تظاهراتهم واعتصاماتهم، لرفع ما وصفها بالمظلومية التي لحقت بهم جراء ممارسات الحكومة الحالية، وخاصة في ما يتعلق بانتهاكات حقوق الإنسان، متهما إيران بتصدير الإرهاب إلى العراق. يأتي ذلك في وقت أعلنت فيه منظمة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة، أمس، أن 23 من عناصرها، قتلوا وأصيب عدد آخر إثر اقتحام قوات أمنية عراقية لمعسكر أشرف الواقع في قضاء الخالص بمحافظة ديالى شمال شرقي العاصمة بغداد. وقال الشيخ الرفاعي ل"الوطن"، إيران تقف وراء تخطيط وتنفيذ أعمال العنف بالبلاد، وعلى العراقيين بمختلف مكوناتهم تنظيم التظاهرات والاعتصامات للدفاع عن أمنهم ورفع الحيف عنهم، فالعبوات الناسفة وأدوات وأساليب التفخيخ تأتي من إيران، لذلك أنا أدعو العراقيين جميعا لأن يقفوا وقفة رجل واحد لرفع الحيف والظلم عنهم، وما ينبغي على المواطن أن يفعله هو أن يخرج بتظاهرات، سواء أحدث تغييرا أم لا. من جانبه، عد مستشار المصالحة الوطنية عامر الخزاعي، دعوة الشيخ الرفاعي محاولة لإجهاض التجربة الديمقراطية في العراق، وقال: "بإمكان أي شخص في العراق الدخول في الانتخابات ويفوز ويصبح في الحكومة أو البرلمان، والآن الذين يتكلمون ويعتلون المنصات ويتحدثون عن مظلومية مكون معين يهدفون إلى إفشال الديموقراطية في العراق". وقال مصدر في منظمة مجاهدي خلق رفض الكشف عن اسمه ل"الوطن"، إن "قوات أمنية عراقية بينها فوج تابع للواء ال36 من الجيش العراقي، اقتحمت منذ منتصف ليلة أول من أمس، معسكر أشرف وأطلقت النار على سكانه بشكل عشوائي بهدف إبادتهم واختطافهم كرهائن"، مؤكدا أن "الاقتحام رافقه قصف بقذائف هاون على عدد من النقاط في أشرف". وفيما لم يصدر من جهات رسمية تأكيد ما أعلنته المنظمة، اتهم المصدر رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي، بالوقوف وراء تنفيذ الاعتداء، داعيا بعثة الأممالمتحدة والولايات المتحدة إلى زيارة المعسكر لغرض التعرف على الأضرار البشرية والمادية التي سببها الاعتداء. وكشفت مجاهدي خلق عن مقتل قياديين فيها من بينهم نساء "مساعدة الأمين العام للمنظمة السيدة زهرة قائمي، وجيتي كيوه جيان من أعضاء مجلس قيادة المنظمة، وميترا باقرزادة وجيلا طلوع وفاطمة كامياب ومريم حسيني". من جهة ثانية، أقر نوري المالكي أمس بأن امتيازات ومرتبات أعضاء مجلس النواب تجهد موازنة البلاد التي تجاوزت 100 مليار دولار. وقال المالكي في كلمة وجهها للشعب غداة تظاهرات حاشدة اشتركت فيها 12 محافظة في البلاد تطالب بإلغاء امتيازات أعضاء مجلس النواب: "لا يوجد في الدستور راتب تقاعد لعضو مجلس النواب، لا بد أن يعاد النظر في هذه القضية". على صعيد متصل، شهدت بغداد فجر أمس إجراءات أمنية مشددة داخل الطرق الرئيسية تمثلت بتفتيش دقيق للسيارات وحجز المخالفة منها لقرار الزوجي والفردي الخاص بالسيارات التي تحمل لوحات موقتة، وشملت مناطق العاصمة كافة وفي الطرق الرئيسية فيها، خصوصا السريعة منها مثل محمد القاسم والقناة والدورة السريع. إلى ذلك، أظهرت حصيلة لضحايا أعمال العنف أحصتها الأممالمتحدة أمس، مقتل أكثر من 800 شخص خلال أغسطس الماضي في العراق. وأفادت الحصيلة أن 804 أشخاص قتلوا و2030 آخرين أصيبوا بجروح جراء أعمال عنف خلال أغسطس في عموم العراق، وهي أقل مقارنة بحصيلة ضحايا يوليو السابق عندما قتل 1057 شخصا، لكنها تبقى الأعلى بين بقية أشهر العام الحالي.